يعتبر الإعلام آلية فاعلة لنشر ثقافة الحوار والسلام، وذلك بالاهتمام بالتعددية الثقافية والعمل على دعم التلاقي والحوار والتراضي الذي يسود جلسات الحوار الوطني بقاعة الصداقة، فبعد أن تنفست القوى السياسية والحركات المشاركة الهواء الساخن، بدأت الآن مرحلة تلاقٍ وتلاقح للرؤى والأفكار، والتي نأمل أن تساهم في إخراج البلاد مما فيه من صراع سياسي، إلى تراضٍ وطني، نتمنى أن تلحق به الحركات المسلحة والحركة الشعبية قطاع الشمال وحزب الأمة القومي بزعامة الإمام الصادق المهدي، وكذلك الممانعين فى الداخل، حيث تشهد عملية الحوار الجاري بالخرطوم ضعفاً من حيث التغطية الإعلامية، فنحن استبشرنا خيراً بأن التغطية الإعلامية لأوراق القوى السياسية من داخل اللجان ستكون بصورة قوية تتاح فيها الفرصة كاملة للمواطنين للاطلاع عليها من خلال جميع الوسائط الإعلامية ومن خلال البث المباشر للجلسات، خاصة بعد التأكيدات التي وجدناها في أول اجتماع لأمناء الإعلام في قاعة الصداقة من السيد فضل السيد شعيب رئيس اللجنة الإعلامية، والسيد ياسر يوسف الرئيس المناوب بعد أن قدما الورقة الإعلامية التي سوف تلبي كل الطموحات، وهنالك تعتيم إعلامي على كل أوراق الأحزاب داخل اللجان وحتى الأوراق التي لقيت حظها من الإعلام كان عبر اجتهادات حزبية خاصة بها، وتعتبر وسائل الإعلام سلاحاً من أسلحة الحرب النفسية، وأداة رئيسية في العلاقات الدولية، بسبب إدراك الحكومات في الدول المختلفة لتلك الميزة، فقد اتجهت إلى استخدام وتوظيف وسائل الإعلام لخدمة أهدافها، وذلك لمقدرتها على مخاطبة قطاعات كبيرة من الجماهير، حيث تلعب الإذاعات خاصة في بلد شاسع مثل السودان، إضافة إلى أن للقنوات الفضائية دوراً مهماً في تشكيل الرأي العام السياسي إضافة للصحافة الورقية، وذلك بنشر ثقافة الحوار والسلام والوعي وشحذ الهمم لتقبل التغيير الاجتماعي والتعايش السلمي، بغرض تقوية النسيج الاجتماعي، خاصة في مناطق التداخل والنزاعات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، كما يجب على الإذاعات الولائية لعب ذلك الدور في نقل وتوصيل المعلومات للمواطنين بهدف ترجمة أهداف ومقاصد الدولة العليا التي ترمي إلى الوحدة الوطنية، وذلك بترسيخ مفاهيم السلام والتنمية والتعايش السلمي ونبذ الحرب والاقتتال وربط النسيج الاجتماعي وتفعيله، نتمنى أن يتم التعاون والتنسيق بين الأمانة العامة للحوار الوطني ووسائل الإعلام المختلفة من أجل تهيئة أجواء الحوار، وذلك بالتغطية ونقل ما يدور داخل الجلسات وبث الأناشيد الوطنية في الإذاعات والقنوات الفضائية بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحوار الوطني من أجل إنجاحه باعتباره الوسيلة المثلى لمعالجة القضايا الوطنية وتأسيس لبنات قوية للدولة المدنية الحديثة بما يترجم كافة الطموحات والغايات الوطنية المنشودة في الحاضر والمستقبل، ولإرسال رسالة إيجابية للمتشككين في الحوار بالداخل والخارج عن جدية الحكومة والمؤتمر الوطني في الحوار الجاري الآن، يجب أن يركز الإعلام على ثلاثة أبعاد هي التوعية والمعرفة والتفاعل، فالإرادة الشعبية هي صمام أمان لنجاح الحوار الوطني الشامل، كما يجب على الإعلام الرسمي والخاص أن يقوما بتحمل مسؤوليتهما التاريخية من أجل إنجاح الحوار، كما يجب على الإعلاميين أن يتحدوا من أجل السودان والسماح للصحفيين بحضور جلسات الحوار، وبذات الفهم يجب على المتحاورين أن يتحدوا من أجل صناعة المستقبل، وهنا لا بد من تحية شكر وتقدير للآلية الإعلامية لإسناد الحوار المجتمعي والسياسي بولاية الخرطوم 1+8 ، بوجودها الفاعل وتغطيتها الإعلامية لمجريات الحوار الوطني والتي نأمل من الآلية الإعلامية 7+7 بزعامة فضل السيد شعيب تبني خطط وبرامج الآلية الإعلامية لإسناد الحوار المجتمعي والسياسي بولاية الخرطوم1+8الطموحة، وذلك بترفيعها لتكون الآلية الإعلامية القومية لإسناد الحوار الوطني، ونتمنى أن يجدوا الدعم والسند من رئاسة الجمهورية علماً بأنهم شباب منسجمون تداعوا من أحزاب وحركات سياسية بولاية الخرطوم بغرض إسناد الحوار الوطني وإنجاحه، وقد وضعوا بصماتهم واضحة منذ انطلاقة الحوار وحتى الآن، وكان يمكن أن تشكل دفعة قوية لإنزال مجريات الحوار على أرض الواقع.