في استهلال العام الهجري المجيد رافقت «آخر لحظة» الوفد السياسي برئاسة وزير السياحة الدكتور أحمد بابكر نهار ووزير السياحة الكيني نجيب يلالة ووفد رفيع المستوى من البلدين إلى سد مروي شريان الحياة النابض بالطاقة والخير العميم لأهل السودان. وبين طيات السحاب إلى السد أجرت «آخر لحظة» هذا الحوار مع وكيل وزارة السياحة والآثار والحياة البرية علي محجوب عطا المنان. والسؤال الأول كان أن الجنوب يتمتع بمناطق جذب سياحية خاصة وأننا على أعتاب مرحلة تقرير المصير لجنوب السودان ونحن نريد الاطمئنان على مستقبل السياحة في حال الانفصال. وكانت الإجابة من السيد الوكيل أن الدولة قد وضعت عدداً من الاحتمالات في خططها للتعامل مع المستقبل القادم في حالة الوحدة أو الانفصال مشيراً إلى أن نائب رئيس الجمهورية وجه بوضع الخطط اللازمة للتعامل مع جنوب السودان من منطلق التعاون والتكامل حتى ولو حدث انفصال وقال الوكيل إذا حدث انفصال سوف تكون هناك أبواب واسعة للتعامل مع جنوب السودان في مجال السياحة ويمكن للأفواج القدوم للسياحة في شمال السودان من خلال برنامج مشترك مع شركات السياحة والجنوب بحيث يكون هنالك عمل موحد لزيارة المقاصد السياحية في شمال السودان أياً كان نوعها خاصة وأنها مصلحة مشتركة للإقليمين وتزيد من تقوية عوامل الجوار وتحقيق التكامل والتعاون مشيراً إلى أن ما يوجد من مقاصد سياحية وجواذب بشمال السودان لا توجد بجنوبه والعكس وبالتالي هناك تكامل يقتضي التعاون وليس تنافس يقتضي التنافر.. وأوضح أن هناك عدة مجالات تعتبر بدائل للبترول والسياحة أحد تلك البدائل إذا وجد الرعاية وتم التنبه له وإقامة البنيات التحتية، والاتفاق على الترويج لها وتحسين التشريعات والقوانين المنظمة لها خاصة فيما يتعلق بالرسوم والجبايات وقيمة الأرض. وأبان السيد الوكيل لمزيد من الارتقاء بنمو حركة السياحة والإعفاء من الضرائب وتقليل الرسوم إلى أدنى حد ممكن وأن تكون قيمة الأرض رمزية كما حدث في تركيا ومصر حتى وصل الأمر أن تمنح الأرض مجاناً أو بقيمة دولار للمتر الواحد تدفع على 10 سنوات كما في جمهورية مصر أو على ألا تزيد قيمة الأرض عن 10% من قيمة المشروع الكلية كما في تركيا مما أدى لانتعاش حركة السياحة بشكل كبير في تلك البلاد. وأضاف أن السودان يحتاج للاهتمام بالعائد المتواصل والذي يتزايد بمتوالية عددية أو هندسية من أن ننتظر للعائد الوقتي من قيمة الأرض والرسوم الفورية التي تتسبب إما في منع قيام المشروع أو في إضعافه وقتله بعد وقت وجيز من ابتداء عمله. وحول معوقات السياحة بالسودان قال من أكبر المعوقات التي تعيق السياحة عدم توفر البنية التحتية والأساسية وكثرة الرسوم والجبايات بين الولايات والمحليات الى جانب تعدد جهات الاختصاص في الموافقة والترخيص للمشاريع الاستثمارية. وفيما يتعلق بزيارة وزير السياحة الكيني للسودان قال إن الهدف من الزيارة توقيع مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين السودان وكينيا في المحافل الدولية وتنسيق المواقف المشتركة لذلك التكامل والتعاون في الأسواق والمهرجانات الدولية والترويج للسياحة المشتركة بين البلدين في تلك الأسواق كما تم الاتفاق على التعاون في مجال التدريب والتأهيل للكوادر العاملة في مجال خدمات السياحة والإرشاد السياحي مشيراً إلى أن كينيا تعتبر بلداً رائداً ومتقدماً في السياحة على مستوى القارة الأفريقية وشرق أفريقيا على وجه الخصوص وأبان أن كينيا وافقت على تدريب الشباب السودانيين على دراسة تقديم الخدمة السياحية في الجامعات والكليات والمعاهد الكينية كما تم التوقيع على تشجيع الشركات الخاصة التي تعمل في مجال الاستقدام السياحي من الخارج.