يومان فقط وتحتفل الحكومة السودانية في مدينة الفاشر بانتهاء السلطة الإقليمية لدارفور التي تكون بموجب وثيقة الدوحة للسلام في دارفور ويرأسها د التيجانى سيسي أتيم رئيس حزب التحرير والعدالة القومي المولود من رحم حركة التحرير والعدالة الموقعة على الوثيقة، ولما كانت سلطة دارفور هي التي تنفذ الاتفاقية وتبقى في أضابيرها ملفات لم تجد طريقها للتنفيذ، رأت (آخر لحظة) أن تجلس للدكتور التيجاني وتجري معه حواراً حول الموضوع، فكانت استجابته سريعة كعادته في التعاون مع الإعلام وأجاب عن كل التساؤلات المطروحة عليه والتي فيها أسئلة من قبيل موقعه في الحكومة بعد انتهاء أجل السلطة الإقليمية لدارفور ومصير بنك دارفور الذي تعهدت به قطر، إلى جانب قضية نزع السلاح، إلى الجزء الثاني من الحوار: أجراه: لؤي عبدالرحمن - تصوير: سفيان البشرى *البعض يقول إن ملف الترتيبات الأمنية لم يحسم، وأنتم الآن تحولتم إلى حزب سياسي.. كيف تم ذلك؟ -العكس تماماً، نحن سعيدون بما أنجزناه في الترتيبات الأمنية، أرجو أن تعيدوا قراءة ملف الترتيبات الأمنية، كل الذين شاركوا في الاتفاقيات السابقة لم يتمكنوا من إجراء الترتيبات الأمنية، نحن ركزنا عليها وندرك أنها واحدة من أهم آليات الحفاظ على الأمن، أنتهينا من الترتيبات الأمنية لقوات التحرير والعدالة والعدل والمساواة الموقعة على وثيقة الدوحة للسلام، وبدأنا الآن في الخوالف وفي الحركات الأخرى التي وقعت مثل الحركتين اللتين وقعتا اتفاقاً مع حكومة ولاية شمال دارفور بقيادة الأخ د.صالح والأخ زرقي، الآن قواتهم دخلت في المعسكر ونحن نفتخر بأننا تمكنا من أن ندخل هذه القوات ونبدأ الترتيبات الأمنية بصورة سليمة، وينبغي أن نشكر مفوضية الترتيبات الأمنية بقيادة اللواء كورينا الذي شد الحزام وسنسلم الآلية الجديدة ترتيبات أمنية بصورة منظمة ومنتظمة وليست بها أية إشكالية. *حزب التحرير والعدالة القومي يوصف بأنه حزب الرجل الواحد، إذا تحرك تحرك الحزب، وإذا وقف توقف؟ -أنت ترى وتسمع قيادات حزب التحرير والعدالة القومي في مناحٍ كثيرة وأجهزة يتناولون القضايا القومية والحزب اجتماعاته مستمرة والآن كنا في اجتماع القطاع السياسي وقبلها بأيام حضرنا اجتماعات القطاع الفئوي، والحزب تحركت وفود منه إلى ولايات كردفان وكونت مكاتبه، فكيف يكون حزب الرجل الواحد. *ما هي خارطة انتشار الحزب على المستوى القومي؟ -نحن موجودون في كل السودان وخضنا الانتخابات في العديد من الولايات بالرغم من قصر الفترة، عندنا تمثيل في ولايات دارفور وكردفان ونهر النيل والخرطوم. *هل هو مجرد تمثيل أم أنه مكاتب تنظيمية وهيكلة؟ -استكملنا مكاتبنا التنظيمية في (8) ولايات، والآن نرتب لها في ولاية الخرطوم ثم ننتشر في بقية الولايات، حالياً هنالك مكاتب انتقالية في بعض الولايات. *ما تقييمك للحوار الوطني الذي جرى بقاعة الصداقة؟ -الحوار الوطني بالرغم من ما يقوله الكثيرون، إلا أنه أسس لمبدأ أساسي وهو أن هنالك تحديات كبيرة جداً ظل السودان يواجهها خلال الفترات الماضية وأن هذه التحديات لا يمكن حلها إلا عبر الحوار الوطني، يبقى من إنجازات الحوار الوطني الذي تم هو أننا نقلنا مواطني السودان بكل اتجاهاتهم والتحديات الموجودة والخلافات في القوى السياسية إلى حاجة اسمها الحوار، أسسنا لفكرة الحوار في العقلية السودانية لنصل إلى حل قضايانا، وهذه حاجة مهمة ننتقل من أن القضايا بدلاً من أن تحسم بالحرب، تحل بالحوار، وهذه محمدة كبيرة جداً، الأمر الثاني هذا الحوار شاركت فيه مجموعات كثيرة جداً، أحزاب سياسية ومجتمع مدني وحركات، وأقول لك صراحة وأنا ملم بالمجتمع الإقليمي والدولي، إن الحوار أحدث حراكاً إيجابياً كبيراً جداً على هذين المستويين، كثيرون مشفقون لأن الحوار تأخر، ولكن إذا نظرنا إلى تعقيدات السودان السياسية والأمنية والاقتصادية، هذه الفترة ليست طويلة، هنالك دول أمضت عدة سنوات ونحن الآن سنة واحدة وصلنا فيها إلى توصيات اللجان، وجزء من التأخير يعود إلى أننا في لجنة (7+7) نعتقد أنه لا بأس أن نتأخر لكي يلحق بنا الممانعون ، إذا كان بالإمكان أن تنضم إلينا القوى السياسية الممانعة والحركات غير الموقعة، فلا بأس أن نتأخر شهرين أو ثلاثة. *هنالك من يرى أن عدم مشاركة المعارضة والحركات غير الموقعة هو نقص في الحوار ؟ -أبداً أبداً، أنا لا أعتقد ذلك، الحركة السياسية في السودان كانت عندها تناقضات وإشكاليات ولم يكن فيها توافق حول كل هذه القضايا، وهذا السبب الأساسي الذي جعلنا منذ الاستقلال وطناً فيه استقطابات سياسية كثيرة جداً، المطلوب الآن أن نحدث إجماعاً. *كيف يمكن الآن التوليف بين نتائج الحوار الحالي ومطالب المعارضة؟ -الحوار بدأ وأهم ماتوافقنا عليه في مسألة الحوار، أنه حوار سوداني يدار سودانياً وبمشاركة سودانية، ربما وحتى بعد أن اتفقنا على أن يكون هنالك لقاء في الخارج، تم إفساد هذا الأمر في الخارج وليس من الداخل، الآن حتى الآلية الأفريقية أصبحت تتوافق مع آراء الداخل، وأتمنى من الممانعين أن يوقعوا على خارطة الطريق ليكتمل هذا الحوار، ولكن إذا استمر هذا الرفض إلى الأبد، لا يمكن أن نعلق أو أن نرهن نتائج الحوار على رفض المعارضة، نحن نقدر الأحزاب والحركات ولكن أيضاً عليهم أن يقدروا ما حدث من حوار في الداخل وما توصل إليه من نتائج. *الدكتور السيسي له علاقات بالإمام الصادق المهدي، لماذا لم تستخدمها في رأب الصدع بينه وبين الحكومة التي أنت جزء منها؟ -نتواصل مع قيادات في حزب الأمة حول هذا الأمر، كان من المفترض أن أزور القاهرة ولكن لظروف الاحتقان الذي كان في دارفور قبل العيد، لم أتمكن ولكنني في تواصل مع الأخوان في الأمة والوطني حول ضرورة أن يعود الإمام ويشارك في الحوار الوطني. *هل ثمة إرهاصات إيجابية في هذا الحراك؟ -بحسب ما أستنبطت من الإخوة في حزب الأمة، هنالك إشارات قوية بعودة الأخ الإمام الصادق المهدي. *كلمة أخيرة؟ -الشكر أجزله لدولة قطر أميراً وأميراً والداً وحكومة وشعباً على وقفتها الصلبة مع أهل السودان خاصة في دارفور، ورعايتها لوثيقة السلام وصبرها من قبل على المفاوضات التي امتدت لفترة طويلة ثم لوفائها بالتزامتها التي قطعتها على نفسها في مختلف المحاور.