ü الرئيس البشير مثلما عهدناه صريحاً جرئياً واضحاً مستمسكاً بالمباديء والثوابت التي تعكس قيم وتراث الوطن.. ومنذ أن تولى قيادة السودان، ظل يدافع عن وحدة البلاد وتماسكها وحمايتها من أي غاصب معتد.. وبالرغم من التحديات والصعاب التي واجهت السودان خلال فترة العقدين الأخيرين، منذ أن تم توقيع اتفاق نيفاشا بين حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية كان أول من انفرجت أساريره، لأنه رجل دولة يعرف تماماً ما معنى إراقة الدماء وضياع الأرواح.. فالرجل أحد القيادات العسكرية بجنوب البلاد، وعايش تجربة النزاع والمناوشات بين قوات الشمال وقوات الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق آنذاك، وعرف الرجل أن ما تمخضت عنه المعارك بين الشمال والجنوب من خسائر في الأرواح والممتلكات وتدمير للبيئة، وكيف كانت الحرب المصطنعة التي وراءها قوى خارجية معادية للسودان! ü الرئيس البشير منذ توقيع نيفاشا حاول وبكل جهده أن يخلق توازناً بين شريكي الحكم بكل حسم وعقلانية وموضوعية، بالرغم من التفلتات التي يصدرها بعض السياسيين الذين استمرأوا في الخروج عن الخط الوحدوي والتلويح بالحرب والمناداة بالانفصال وتكوين دولة مستقلة عن الشمال في الجنوب.. ولكن الهطرقات وغلاة الانفصال من قيادات الحركة الشعبية عمدوا إلى تعكير الأجواء السياسية، بل خلق العقبات ووضع العراقيل والمتاريس في طريق العلاقة بين شريكي الحكم.. ووسط كل هذه المناخات كان الرئيس البشير ثابتاً يدير الأمور وشؤون البلاد بكل حكمة وعقلانية.. فالبشير رجل دولة تتجسد فيه كل الخصائص والمواصفات للراعي الذي يرعى مصالح مواطنيه ودولته.. الرئيس البشير عبَّر دائماً وفي كل مناسبه عن إيمانه الراسخ بالوحدة ونبذ فكرة انشطار الجزء الجنوبي عن شمال السودان، وسيظل يدعو للوحدة دائماً، وأكد مراراً وتكراراً أن الوحدة هي الخيار الأوحد ليظل السودان قوياً يتحدى الصعاب ويواجه المحن والتحديات.. وجاهر في كل المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية بأنه سيبذل قصارى جهده من أجل الوحدة، وإذا تطلَّب الأمر يفديها بأغلى ما يملك. ü الرئيس البشير أكد بأن يقوم الاستفتاء على مصير الجنوب في التاسع من يناير 2011 استيفاءاً لآخر بند من بنود نيفاشا، ودعا إلى أن يعبر المواطن الجنوبي عن رغبته الحقيقية في الاختيار بين الوحدة والانفصال دون أي ضغوط أو إغراءات شريطة أن يختار بكامل إرادته خياره في ظل استفتاء نزيه وشفاف، لكن الملاحظ أن ما يجري الآن كما تشير قرائن الأحوال أن هناك تدخلات وضغوط من غلاة الانفصال من القيادات الجنوبية على المواطن الجنوبي بتحريكه نحو طريق الانفصال دون النظر إلى رغبته وإرادته. ü ومن المحزن أنه باستعمال أساليب ملتوية، وباستخدام أسلوب الترهيب والتخويف استطاع الخارجون عن خط الوحدة توجيه وجهة نظر المواطن الجنوبي إلى خيار الانفصال.. وكان حصاد هذه الحملة الدعائية من قبل قيادات الحركة الشعبية التأثير على مسار الرأي العام الجنوبي. ü وبالرغم من السلبيات والمخاطر التي يحملها الانفصال وتأثيره على مستقبل الجنوب كدولة وليدة لا تملك مقومات الدولة وتحاط بدول لها أطماع توسيعية.. هذه الدول لا تتمتع بموارد وثروات و بلا شك سوف تعتمد أساساً على ما يجود به الجنوب.. هذا الموقف لن يجعل دولة الجنوب تنمو وتقف على أرجلها لتأخذ مكانها في المنظومة العالمية.. لم ينظر غلاة الانفصال إلى التركيبة السياسية والقبلية لرقعة الجنوب، وكيف أن القبلية هي التي تتحكم في استقرار واستتباب الأمن لتدفع بالحكومة الوليدة لأن تدير دولاب العمل وتبسط هيبة السلطة وتغرس مشاريع التنمية والبنية التحتية التي يحتاجها الجنوب.. فالجنوب الآن يحتاج إلى ثورة تنموية عارمة لتغيير ملامحه وانتشاله من حالته المتأخرة لتحويله إلى دولة متطورة تستغل مواردها وثرواتها للبناء والتعميير بيد أبنائها وكوادرها دون الاستعانة بالعنصر الأجنبي. ü نعم، ولنعترف جميعاً أن هنالك تحديات وصعاب جسام تواجه دولة الجنوب الوليدة.. لأن دعوة الانفصال قائمة لتحقيق أهداف بعض قيادات الحركة الشعبية بصرف النظر عن ضرورة إقامة حياة سياسية لا تشوبها شائبة، فنوايا غلاة الانفصال ليست نوايا صافية، فالذين يروِّجون للانفصال نواياهم تتأرجح بين خدمة أجندة خارجية، وأخرى تلبيةً لرغبات إقليمية.. هذه الفئة النشاز التي تدعو إلى الانفصال عليهم أن يراجعوا مواقفهم وتقييم الأمور عبر دراسة متأنية وموضوعية مجردة من أي أطماع شخصية ومكاسب آنية تأتي في النهاية بالضرر والهلاك للمواطنين الجنوبيين. ü عموماً: نقول من واقع الأحداث الجارية والاستعداد ليوم التاسع من يناير القادم، موعد إجراء الاستفتاء، حيث أكد عليه الرئيس البشير وحكومة الخرطوم أن الموعد لا رجعة فيه، ولذا فلتخرص كل الألسنة ولتسكت كل الأصوات التي ترِّوج الشائعات المغرضة بأن هنالك تماطلاً في إجراء الاستفتاء في موعده المحدد.. الرئيس البشير ونحن جميعاً من ورائه نريد أن يتم الاستفتاء بنزاهة وشفافية، وبدون أحداث سلبية، وأن يعبر المواطن الجنوبي عن رأيه بكامل إرادته دون أي ضغوط أو تهديد وتخويف أو عنف، ولا شك أن الجميع سيتقبل نتيجة الاستفتاء بكل ترحاب مهما كانت النتيجة، وإن كنا جميعاً نفضل خيار الوحدة، طبقاً لما أعلنه الرئيس البشير من قبل بأن الوحدة الخيار الأوحد، وأكد الرئيس البشير أنه لن يتوانى في تقديم أي مساعدة أو خدمات للجنوب في كافة الأحوال.