هل ما يحدث في سوق الاستثمارات في السودان خاضع للمصالح القومية العليا؟.. هل نحن نريد فقط أن نجلب مستثمرين بأي شكل وفي أي مجال؟.. أليست لدينا خطة واضحة كبلد زراعي لمستقبل اقتصادنا ومستقبل الأجيال القادمة؟.. لماذا نسمح باستثمارات تترك لهم الأرض (بوراً بلقع). تكاثرت الأسئلة ولن تجيب مافيا المصالح الخاصة والعمولات وأولئك الموظفون الرسميون الذين يريدون أن يسودوا صفحات تقاريرهم بأرقام كبيرة وإخفاء المعلومات الخطيرة التي تقف خلف تلك الأرقام والاستنزاف الخطير لخصوبة الأرض وخصائصها. من المحزن أن يتعرض مشروع رائد مثل مشروع الجزيرة لمثل هذه التصرفات العشوائية والتخبط ووسع الهوة بين المزارع والإدارة فأصبحوا كداحس والغبراء. الأمر يتطلب حملة إعلامية علمية منظمة، فلقد تركنا أبناء الجزيرة ينافحون وحدهم عن هذا المشروع خاصة الصديقين العزيزين بروف البوني وأحمد المصطفى وهما من أهل مكة وأدرى منا بشعابها، فإن كنا على خطأ فليصوبانا وليقودا تلك الحملة حتى يتوقف ذلك الانهيار المريع وهذا الاستثمار ضيق الأفق الذي لن نجني من ورائه إلا الحسرة. كل دول العالم التي تسعى لجلب الاستثمارات تحرص أولاً على كف أي ضرر متوقع عليها ثم تسعى لتحقيق أكبر قدر من المصالح خاصة على المدى البعيد، لماذا لا تكون لنا جدولة بأولويات استثمارنا على الصعيد الزراعي والرعوي على وجه الخصوص؟ نخشى خاصة في الإنتاج الرعوي أن نسمع قريباً عن التصديق بمنح مستثمرين أجانب مساحة في مشروع الجزيرة لتربية وتسمين الكلاب وتصديرها لتغطية الحاجة الملحة لشعوب لا تستنكف أكلها، أو مزرعة لتربية الحمير وتصديرها مصنعة لإطعام كلاب أوروبا؟ أجارنا الله وإياكم من الذين (سيهوهون) في وجهنا لأننا كتبنا ما نعتقد أنه كلمة حق لا نبتغي بها إلا وجه الله. الصحافة والإعلام بصفة عامة تسيس وهذه دعوة لأن نركز على ما ينفع الناس ويحفظ قدراتنا الإنتاجية التي خصنا الله بها ولئن عجز المسؤولون الحاليون عن جلب استثمارات زراعية مفيدة، فعلى الأقل يجب أن يتركوا للأجيال القادمة أرضاً صالحة للزراعة وكفانا ما فعلته مقابر كيماويات القطن.