٭ أسباب (قنوع) الناس بعدم جدوى التأمين كثيرة، فرسوم الاشتراك عالية ولا قدرة للطبقات الضعيفة على ذلك.. إذا نظرت لقائمة المشتركين التي تتباهى بها مستشفيات الخرطوم ذات ال(5) نجوم ستجدها محصورة في مؤسسات وشركات غنية توفر لمحظوظيها هذه الخدمة العالية التكلفة. ٭ حتى أنواع التأمين الأخرى هناك أيضاً يسود ذات الاعتقاد بأنها عديمة الفائدة.. في السيارات تكتفي الأغلبية بالتأمين الإجباري.. أما (الشامل) فقد أضحى دونه خرط القتاد.. ولا ننسى أن الشكاوي كثيرة من شركات التأمين التي تتحايل و(تسل روح) المؤمن عندها عندما يقع في مشكلة.. المبلغ المدفوع لا يوازي حجم الخسارة في حالة الحوادث المرورية أو الحرائق والسرقات..أيضاً يوجد اعتقاد كبير لدى الناس بأن شركات التأمين تتحايل وتلف وتدور بواسطة مستشاريها ولوائحها ولا تقدم الخدمة التي تحقق الرضا. ٭ من المضحكات أن إحدى شركات التأمين رفعت قضية ضدنا لأننا نشرنا إفادة مواطن اشتكى من بعض القصور.. القصة لا ترقى للشكوى ولكنه القصور في فهم الدور الإعلامي في توسيع مفهوم التأمين عند الناس. ٭ هذه الأيام نحاول إكمال إجراءات اتفاق مع شركة تأمين لصالح العاملين بالصحيفة والشركة.. العقد لا يلبي الطموح ولكنه أخير من ( العدم).. وذكرني بقصة طريفة أيام الاغتراب.. كنا في تلك المدينه الخليجية في نهاية التسعينات نتسابق زرافات ووحدانا لموقع قيل إن العمل (فتح فيهو).. وجدنا زحاماً لايطاق.. الوظيفة المطلوبة إما (خفج الزبالة) أو (بربحة جرايد النخل).. قيل إن صبياً قال لوالده إنه حلم في نومه بقصر متعدد الطوابق من الطين.. الحلم تحول لحقيقة وبدأ البناء.. الكراكات شغالة والشاحنات تجلب الطين والحطب والجريد من أماكن بعيدة.. ٭ بعد رجوعنا بخفي حنين.. فالمعاينات ما شالتنا في الوظائف المذكورة.. كنا نضحك ونتندر على حالنا، قلنا لأكبرنا علماً وسناً، يا عم أحمد كنت بتشتغل الشغلة دي؟ قال على الفور: هي ثلاثة إما الشغله المهببة دي.. أو نسرق.. أو (الضيم)في السودان..!! ٭ أتذكر الآن هذه القصة وأنا في السودان وأعيش (الضيم) في السودان مع الناس بكل تفاصيله المؤلمة.. أسوأ أنواع الضيم هو الذي يتعلق بالصحة، ولا تتوفر لديك (مظلة تأمين شاملة). ٭التأمين قيمة اقتصادية عالية ويمكنه حللة الصعاب.. فقط يحتاج (لثورة) حقيقية في المفهوم العام.. وحتى يتحقق ذلك الحلم البعيدعلى الشركات العاملة في هذ السوق (المحدود) مقارنة بالدنيا من حولنا أن تتخلى عن ( الطريقة التجارية) طريقة تجار السوق العربي ربحت كم وخسرت كم..عليها أن تدرك أن التأمين عملية مستمرة وحلزونية تنظر للمستقبل البعيد بتوسيع المظلة أولاً قبل توسيع الجيب.. والذي حتماً سيمتلئ بتقديم الخدمة الخالية من قيم الجشع والطمع و(الاستهبال) وأكل أموال الناس بالباطل.