إذا كان القضاة والوزراء والولاة وممثلو الشعب والقوات النظامية والقوات المسلحة والأطباء يؤدون القسم إخلاصاً للعمل وتفانياً في خدمة الشعب، فلماذا يستثنى موظفو الخدمة المدنية والتجار وأصحاب المصانع والعمال من أداء القسم كل في موقعه، فإذا كان عدد كبير من هؤلاء لا يهتمون بمضمون القسم ولا يخافون الله، فإن نسبة كبيرة منهم تخاف الله وتلتزم بأداء العمل مع رقابة الضمير والبعد عن المنافع الشخصية، وبما أن كل الذين ذكرت مرطبتون بالشعب وهم في مواقع التعامل مع الناس.. إن موظفي الخدمة المدنية هم أكثر العاملين حاجة إلى مراقبة الضمير.. وفي التعامل مع الناس، ليست هناك صعوبة في أداء القسم، فمدير المصلحة الحكومية يلتزم بأن يؤدي مرؤوسوه كلهم القسم فيكون ذلك رقابة ذاتية.. إن الحكومة المحلية يجب ألا تعطي ترخيصاً للتجار إلا بعد أداء القسم ألا يغشوا في البضاعة ولا يرفعوا الأسعار دون مبرر وألا يبيعوا السلع الفاسدة ولا يقدموا الرشاوي، وبالنسبة للشركات فإن المسؤول هو مدير الشركة وعليه تقع مسؤولية الرقابة.. وحتى أصحاب الحافلات عليهم مسؤولية توفير سبل الراحة للركاب من حيث المقاعد والأجرة، وأصحاب المطاعم الذين يستخدمون المواد الغذائية في تقديم الطعام الصحي للناس. إن رؤساء المؤسسات الإعلامية عليهم واجب عظيم في رقابة ما ينشر على الناس كتابة أو مشاهدة أو استماعاً، والمزارعون الذين يستخدمون المخصبات الكيماوية الضارة لزيادة إنتاجهم.. إن كل الذين ذكرت عليهم رقابة فوقية معظمهم لا يأبه بها لكنها مسجلة في كتاب الإنسان والتي سيسأل عنها في الدنيا والآخرة. يتبع