استبق المشير عمر حسن البشير رئيس الجمهورية إعلان النتائج النهائية لاستفتاء تقرير مصير الجنوب الأسبوع القادم وقال إن الانفصال بات واقعاً مشيراً إلى أن الإحصاءات بينت أن نسبة 99% من الجنوبيين صوتوا لصالح الانفصال، واعتبر أن الانفصال لن يكون نهاية التاريخ، لكنّه بداية جديدة لبناء السودان. وقال إنهم سيذهبون الى عاصمة الجنوب جوبا للاحتفال مع الجنوبيين مشيرًا الى وقوف دولة الشمال مع دولة الجنوب المرتقبة ومساعدتها، وقال (سنظل أصدقاء) وأكد البشير لدى مخاطبته أمس اللقاء الجماهيري الحاشد بالدامر عدم التنازل والمساومة في الشريعة الإسلامية مؤكداً أن الشريعة لم تكن سبباً في الحرب في الجنوب وأوضح أن الشعب السوداني خيب آمال الواهمين الذين يظنون أن زيادة أسعار الوقود والسكر ستؤدي إلى إندلاع المظاهرات في الشوارع كما حدث في تونس وقال إنه لا يخشى انتفاضة المواطنين عليه، وأكد أنّه في حال حدوث ثورة شعبية مماثلة لتونس، فإنّه سيخرج للشعب ليُرجم بالحجارة، وأقسم بالتنازل عن السلطة حال علمه بأن الشعب لا يريده رئيساً. وحيّا ثورة الشعب التونسي، وقال إنّه لن يهرب خارج البلاد في حال ثار المواطنون عليه، وزاد(سنبقى هنا وندفن في هذه الأرض وعندما نعلم بأن الشعب لا يريدنا سنترك الحكم دون أن يقول لنا أحد غادروا). وفنّد البشير إدعاءات المعارضة بأن الشريعة هي السبب في انقسام السودان واندلاع الحرب في الجنوب،موضحاً أن الحرب بدأت في الجنوب في عام 1955م في الوقت الذي كانت فيه الحانات مفتوحة في كل مدن السودان . وأكد الرئيس إزالة دعم الحكومة غير المباشر على المحروقات والسكر وتقديم دعمها المباشر للفقراء والمساكين و أصحاب المرتبات الضعيفة والمعاشيين المتقاعدين، وأضاف أن معارضيه ظلوا يتوقعون سقوط حكومة الإنقاذ منذ مجيئها في العام 1989، مروراً باتهامات مدعي المحكمة الجنائية الدولية، ونهاية بزيادة أسعار السكر والمحروقات الأخيرة. وأضاف (أن واهمين قالوا إن الطلاب حيطلعوا في انتفاضة لإسقاط الإنقاذ). وحيا البشير جماهير الولاية بمناسبة أعياد الاستقلال وأعياد السلام . وقال إن الاستقلال هو العزة والكرامة واليد العليا للشعب السوداني وإن السلام تحقق نتيجة عناء وعرق ودموع ودماء . وفي هذا الصدد حيّا البشير شهداء السلام وعلى رأسهم الشهيد الزبير محمد صالح والشهيد إبراهيم شمس الدين ورفاقهم وكل شهداء الواجب من العمال والطلاب والمرأة . وقال البشير لم نكن نحارب من أجل الانتصار لكننا حاربنا وضحينا بالمناصب والبترول من أجل السلام موضحاً أن الحكومة تكبدت الصبر والمشاق أثناء مفاوضات السلام . وطمأن البشير المواطنين بأن الزيادات الأخيرة ستساهم في الاستقرار الاقتصادي بالبلاد وستذهب للكباري والمدارس والمستشفيات وخدمات المياه والكهرباء . وقال إن الحكومة ستسحب الدعم المباشر وترفع من حجم الدعم غير المباشر بزيادة الأجور والمعاشات ودعم الطلاب والأسر الفقيرة. وأشاد رئيس الجمهورية بالطفرة الاقتصادية بولاية نهر النيل التي غطت كل ولايات السودان من إنتاج الأسمنت واستعرض إنجازات الإنقاذ من البنى التحتية، مشيراً الى عدد الجسور التي قامت شمال الخرطوم معلناً أن الولاية ستشهد قريباً قيام كبري بربر. وقال إن الزراعة وجدت اهتماماً كبيراً من الحكومة مشيراً الى الاتفاقية التي وقعها الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس لكهربة المشاريع الزراعية لتقليل التكلفة الإنتاجية وزيادة دخل المزارع وتشجيع الإنتاج وتوسيع دائرة المزروعات وتنوعها معلناً عن عزم الحكومة التوسع في المنتجات البستانية بولايتي نهر النيل والشمالية وتصدير تلك المنتجات وأوضح أن افتتاح مصانع الأسمنت بالولاية يجعل السودان مكتفياً من سلعة الأسمنت مؤكداً أن باب التصدير للأسمنت سيفتح قريباً مشيراً إلى أن أسمنت السودان يعد من أجود الأنواع وبمواصفات تعد الأعلى في العالم كما وعد بتكملة طريق النيل الغربي وصولاً للمناطق الواقعة شمال الباوقة وقال: سنبني سد الشريك لتوليد الكهرباء لمواصلة برنامج تخفيض تعريفة الكهرباء لتشجيع الإنتاج الزراعي والصناعي بالسودان مؤكداً أن المتأثرين بقيام سد الشريك ستكون حقوقهم فورية مشيراً الى وفاء الحكومة بحقوق المناصير حيث وصل الصرف الى نسبة70 % فضلاً عن مواصلة برامج الخدمات من طرق وكهرباء وصحة وتعليم بمناطق الخيار المحلي ، وحيّا صبر المناصير ووقفتهم مؤكداً ان حكومته تعمل على تعويض المواطنين ذلك الصبر ووعد بتعمير مناطق نهر عطبرة وتوفير سبل العيش لأهل تلك المناطق مشيراً إلى أنها تعد من المناطق الأكثر فقراً في السودان وقال البشير إن السكة الحديد بدأت عمليات إعادة تأهيل الخط القديم كمرحلة أولية معلناً عن خطة لتغيير الخط والقاطرات بشكل نهائي لربط السودان عبر شبكة سكك حديدية كبيرة بدول الجوار.