أسد علي وفي الحروب نعامة.. ربداء تنفر من صفير الصافر هلا برزت إلى غزالة في الوغى.. أم كان قلبك في جناحي طائر أبيات بحق للثوار الليبيين للاستشهاد بها هذه الأيام، يذّكرون بها العقيد «مخرب» أو معمر القذافي الذي ما فتئ ينعت معارضيه بأقذع الأوصاف، فمع بداية ثورته الجماهيرية الشعبية العظمى!! أهدر دم معارضيه وأطلق عليهم لقب «الكلاب الضالة»، فقد كان بإمكان «أي واحد أن يقتل أى واحد» بأي وسيلة من الوسائل، ولأي سبب من الأسباب.. ثم يقول عن المجني عليه «ده كلب ضال»، وإذا لم يجد من يسأله يمكن أن يكتب ورقة ويضعها على صدر القتيل أو جيبه مكتوب «عليها» كلب ضال، وهذا ما يفسر الإبادة الجماعية التي تعرض لها المعتقلون في سجن بوسليم سيئ السمعة، حيث جلس عبدالله السنوسي مستمتعاً بتصفية أكثر من ألف ومائتي معتقل كانوا يطالبون بتحسين أوضاعهم.. فجمعهم في ميدان كرة السلة وأمر بفتح النار عليهم، حتى قضوا عن آخرهم في غضون ساعة من الزمن، وخرج يتلمظ بدمائهم وتلقى التهنئة من العقيد لشجاعته الفائقة في إبادة هذا العدد من «الكلاب الضالة»... ولست متأكداً إن كانت جمعية الرفق بالحيوان قد تقدمت باحتجاج على هذه الفعلة.. باعتبار أن الضحايا «حيوانات!!» ولما خرجت جماهير بنغازي ودرنه وطبرق، والبيضا، واجدابيا، وغيرها من مدن الشرق الليبي.. وتبعتها مدن الغرب في طرابلس بأحيائها.. سوق الجمعة.. وفشلوم، ومدينة الزاوية الصامدة، والزنتان، ومصراته، وراس لانوف، والعقيلة، وبقية المدن الليبية.. قال القذافي إنهم شباب يتعاطى حبوب الهلوسة والمخدرات، وأن القاعدة هي التي توفر لهم هذه العقاقير، فتمثل دور الشيطان الذي يخوّف أولياءه.. وأراد القذافي أن يتولى توصيف معارضيه، فوصفهم بأنهم جرذان والجرذ أدنى مرتبة من «الكلب الضال» ولم يشف ذلك غليله، فقال إنهم «حشرات» والحشرة أقل مرتبة من «الجرذ.. ثم قال إنهم «جراثيم» والجرثومة لا ترى بالعين المجردة، إذن فهي أقل من الحشرات.. ثم قال إننا لم نستخدم القوة بعد!! والقوة عند القذافي ليست الصواريخ جو أرض ولا أرض أرض، ولا الدبابات ولا المدفعيات ولا الراجمات.. فهو قد استخدم كل هذه الأسلحة ضد أبناء شعبه العُزل بصدورهم العارية وأياديهم الخالية.. إذن فالقوة هي أسلحة الدمار الشامل.. وتحديداً هي الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، والتي كان قد شرع في تصنيعها قبل غزو العراق، فما أن رأي ما حلَّ بالعراق حتى جثى على ركبتيه أمام سادته الغربيين، وأعلن عن تفكيكه لمنظومة الأسلحة الكيماوية، وسلم ما اشتراه من أجهزه ومعدات ومواد يداً بيد لأمريكا، التي كان قد اشترى رضاها بمليارات الدولارات لقفل ملف لوكربي، فقال الألمان (واشمعني الأمريكان وحدهم)، فأغدق عليهم من بركات أموال البترول الليبي.. ثمناً لتفجير الملهى الليلي.. فعقدت فرنسا حاجبيها غضباً.. فسارع إلى تطييب خاطرهم بخُمشة مليارات كفارة لإسقاط طائرة اير فرانس فوق صحراء النيجر.. وما خُفي أعظم.. وما من حالة من حالات تبديد المال العام تستحق التسجيل في كتاب غينيس للأرقام القياسية مثل حالة القذافي، الذي يلغ الآن في دماء أبناء شعبه مثل ما ولغ في أموالهم لأكثر من أربعة عقود، كان فيها الحاكم بأمره ولا يزيد أن يضع معارضيه في خانات أعلاها الكلب الضال وأدناها الجرثومة.. ولن تُقتل الجراثيم بالذخائر الثقيلة، ولكن بالمبيدات الكيماوية!! وهذا ما سيفعله القذافي بأبناء شعبه، بالرغم من الحظر الجوي والبحري، فالغرب يمارس «الغتاتة» ليتيح للقذافي فرصة إبادة الثوار، حتى لا يتمكن الإسلاميون من الوصول للسلطة في أغنى دولة بترولية عربية.. وعندما صدر قرار مجلس الأمن 1973 تبارى المسؤولون الليبيون في إعلان وقف إطلاق النار كذباً وتضليلا،ً والقتل مستمر وحصار المدن الثائرة قائم، والمياه والطاقة مقطوعة.. والقوى الغربية تتظاهر بحماية المدنيين، والقذافي يصرخ لن نستسلم، ووفود وساطته تجتهد في تخويف الغرب من وصول الثوار الإرهابيين للسلطة في ليبيا، وتهددهم بالغاء الصفقات المليارية التي يسيل لها اللعاب... وبين خنوعه للغرب وعزته على أبناء شعبه.. يضيف القذافي لعلماء الأمراض النفسية والعصبية «حالة خاصة» تستحق الدراسة والبحث، لكن بثمن باهظ.. لأن «الجرذان» التي يستخدمها العلماء لانجاز التجربة أو «فئران المعامل» ما هم إلا بشر أسوياء يطالبون بالحد الأدنى من حقوق الإنسان كالهواء والماء.. وقد أصبح القذافي وكلامه الهراء مادة دسمة للتندر، فقد راجت رسالة تقول على لسان القذافي يخاطب شعبه (وجدتكم اثنين مليون وصيرتكم سبعة ملايين، ثاني برجعكم اثنين مليون.. هادول جيرانكم تعبانين من الجمارك والضرائب ورسوم المحليات، وجعانين وعطشانين ومع ذلك بيرقصوا مع رئيسهم مش زيكم يا جرذان) وهذا هو المفروض