اعتادت نوسة المحروسة الموظفة في شركة في القطاع الخاص تبديد ثلاثة أرباع راتبها في شراء الملابس والماكياج ومستحضرات تبييض البشرة ، وكان زوجها جبرا الكحيان يعتقد في قراره نفسه أن بعلته المصونة تهتم بلبسها وماكياجها من اجل سواد عينيه ، وظل لأكثر من عشر سنوات يشاهدها وهي( تتطقم ) على سنجة عشرة وعشرين وترزح تحت كلابيش الذهب وتلطخ نفسها بالماكياج أثناء ذهابها لمناسبات الافراح وبيوت البكاء ، علاوة على وضع الحنة خصيصا لمناسبة بيت البكاء ، ( الله يخرب عقلك يا نوسه ) وفي إحدى الأمسيات زار جبرا صديقه الطبيب النفساني وهذا الأخير متزوج من خواجايه عينيها مثل الخرز ، في تلك الأمسية دار الحديث بين جبرا وصديقه الدكتور النفساني بحضور الخواجية وهي أخصائية تجميل حول لمن تتزين المرأة السودانية ، طبعا جبرا ضرب صدره وأطلق ضحكة مجلجلة وأكد ان زوجته المصونة امرأة أنيقة ويمكن ان تحصل على لقب ملكة جمال الماكياج والموضة في السودان وهنا سألت الرومانية زوج نوسة بلغة عربية مكسرة ومتهرئة ومتنيلة بمليون ستين نيله عن الأوقات التي تتجمل فيها زوجته وتكون على سنجة عشرة وهنا قال جبرا عندما تذهب للإعراس أو مع صاحباتها وجاراتها لبيوت البكاء ، وعندها أطلقت الرومانية اللئيمة ضحكة مثل هوهوة القرود وبدأت تفضفض قائلة ( لا هويا ... ( يا اخويا ) شوف نوسة ما أتزين عشان أنت هو أتزين عشان أغيظ حريم تانيات ) ، طبعا في تلك الساعة فتح جبرا فمه أربع وعشرين قيراط وأصبح كأن على رأسه الطير واخذ يبحلق في الخواجية ، وحلق بخياله في السنوات التي ظلت زوجته تتطقم مثل باريس هيلتون ، وخاطب صديقه الدكتور قائلا : ( يا دكتور كلام مرتك الخواجية دي ما راكب عدله كيف تقول مرتي تتجمل عشان تغيظ الحريم التانيات ) ، وهنا تعوذ صديقه الدكتور وقال بالفم المليان وجبرا يضع يديه على خده مثل ( حمد فقد الذهب ) ان المرأة في الأساس حسب آراء علماء النفس تتزين من اجل إغاظة بنات جنسها وإثارة نيران الغيرة والحسد في قلوبهن ، وفي نفس الوقت فإنها لا تهتم بمشاعر زوجها ، طبعا بعد ان سمع زوج نوسة هذه الاسطوانة خرج من منزل صديقه و الهواجس تحاصره وتناوش عقله وعندما وصل إلى المنزل وجد بعلته المصونة ترتدي ملابس متسخة وشعرها منكوش مثل ملكة العفاريت ، وعندما عاتبها على ذلك المظهر المقزز فنجلت عينيها ورمقته بنظره قاتله وصرخت فيه ( يا راجل هووووووي أنت غبيان لبس شنو وماكياج شنو شايفني ماشية بيت عرس واللا بكا ) ، طبعا صاحبنا الزوج بلع الإهانة ولم يعرف هل يضحك أم يضربها بونية تطير مليون برج من نافوخا ولم يجد أمامه سوى ان يتهاوي على اقرب سرير ، وأخذته غفوة فرأى في المنام امرأة ناعمة وممكيجة مثل لهطه القشطة تعبث ببقايا الشعيرات البيضاء على رأسه الأصلع... الثعلب فات في ديلو سبع لفات قال ماكياج قال