لم يعد يخفى على أحد أن ولاية جنوب كردفان تشهد في عهد الوالي الجسور مولانا أحمد محمد هارون ونائبه المناضل الفريق عبد العزيز آدم الحلو إنجازات ونجاحات غير مسبوقة تحققت في فترة وجيزة لا تتعدى بضعة أشهر خلت. وقد تم كل ذلك بفضل عزيمة القائدين ورؤيتهما المشتركة تجاه قضايا الولاية الاستراتيجية كالسلام والتنمية والحكم الراشد، فضلاً عن التفاهم والتعاون السلس حيث انعكس كل ذلك إيجابياً على تحسن الأداء الإداري الحكومي والاستقرار السياسي وتراجع ظاهرة التفلتات الأمنية ،والأهم من كل ذلك تسارع وتيرة عمليات التنمية والعمران المدني التي باتت تنتظم جميع أرجاء الولاية مما جعل الوالي أحمد محمد هارون أثناء افتتاح طريق الدبيبات الفولة يتحدث متفاخراً بأن ولاية جنوب كردفان تجاوزت عهد التهميش والظلم. ولكن بعيداً عن هذا الواقع الوردي الذي تنعم به الولاية، فإن المشهد السياسي على الصعيد الداخلي لمؤسسة الحركة الشعبية في جنوب كردفان يواجه في هذه الأيام تطورات مثيرة للجدل تتمثل في إقدام الحركة الشعبية بالولاية بإصدار قرارات تأديبية بحق عدد من منسبوبيها الحركة الشعبية قضت بفصلهم وطردهم من عضوية الحركة الشعبية، خاصة في الجهازين التنظيمي والتشريعي. وقد حملت هذه القرارات والإجراءات من السخط والاستنكار بقدر ما حملت من الدهشة، فقد اعتبر الذين شملتهم قرارات الفصل والطرد والمحاسبة ،أنهم مجرد ضحايا لمواقفهم المبدئية ورفضهم للتوجيهات المتماشية مع سياسات المؤتمر الوطني في الولاية. أما رأي المؤيدين لهذه القرارات من أنصار الحلو فيقولون إن الهدف من وراء هذه القرارات والإجراءات تطهير وتخليص الحركة الشعبية- قطاع جبال النوبة- من العناصر المتسللة والمندسة والمتفلتة والفاسدة، الذين ليس لهم غاية ولا هدف في الحركة الشعبية سوى إمتيازاتهم والمحافظة على مصالحهم الضيقة وتوسيع دائرة نفوذهم وسيطرتهم على حساب العناصر «الأصيلة والمخلصة» الذين أصبحوا على هامش الحركة الشعبية بالولاية. ولكن بغض النظر عن مدى صحة وجهة نظر هذا الطرف أو ذاك، فإن المرجعية المؤسسية والشرعية التنظيمية التي استندت عليها لإصدار هذه القرارات مقرونة مع التدابير والإجراءات المعنية تتمثل في استدعاء نائب الوالي السابق اللواء «دانيال كودي أنجلو» إلى حاضرة الجنوبجوبا تحت غطاء التشاور في بعض أمور التنظيم إضافة إلى استدراج اللواء «تلفون كوكو أبو جلحة» إلى جوبا بخدعة بارعة انطلت عليه، ثم بعد ذلك تم التحفظ على القائدين في الجنوب إلى أجل غير مسمى بحسبانهم أعداء ومعارضين للفريق عبد العزيز آدم الحلو حال تعيينه نائباً لوالي جنوب كردفان. وبكلمات أخرى فإن قيادة الحركة بالجنوب قامت بذلك الإجراء لطلب الفريق عبد العزيز آدم الحلو الذي كان قد اشترط ذلك الإجراء نظير قبوله بمنصب نائب الوالي لجنوب كردفان ونال ما أراد، ولكن إضافة إلى ذلك كان هنالك طلب آخر مكمل للأول يتمثل في أن يمنح الفريق عبد العزيز آدم الحلو بعد توليه مهام منصبه كامل الصلاحيات والسلطة لاجراء التعديلات والتغييرات التي يراها ضرورية في مؤسسة الحركة الشعبية بالولاية التي طالها ضبابية الرؤية وغيرها من المشكلات التي باتت تهدد مصير ومستقبل الحركة الشعبية بالولاية، ولكنه أرجأ تنفيذ هذه الإجراءات والإصلاحات المكملة لحين توليه السلطة في الولاية طالما تمكنت قيادة الحركة الشعبية الأم من إسكات وإبعاد القيادات الكبيرة والمتنفذة وخاصة العسكرية منها والتي لا يمكن التعامل معها بالمحاسبة أو تهديدها بالفصل والطرد ،كما أن الفريق عبد العزيز آدم الحلو كان يرى أن إرجاء ذلك الأمر يوفر له الفرصة الكافية للوقوف على الوضع عن كثب ويتيح له إصدار قراراته في هذ الشأن وفق تحليلات موضوعية وواقعية وعادلة ولكن نتيجة لسوء التقدير واللامبالاة السائدة وسط المجموعة التي تأثرت بالفصل والطرد لم تحاول تحليل ما حصل وقراءة ما يدور في عقل الفريق عبد العزيز آدم الحلو فأوقعوا أنفسهم في هذه المصيدة التي تفاجئوا بها. ولنا عودة