مهما تكن الحسابات العليا للحزب فهناك حسابات أخرى محلية كان من الأوجب النظر إليها و إدارة حوار بشأنها بين قيادات المركز و القيادات المحلية بدلا من نزول الأوامر هكذا على جماهير الحزب فى تلك الدوائر و إخلاء دوائرهم و هم يتأهبون لحصاد عشرات السنين من البذل و العطاء و المجاهدة ، و هذا لا ينفى رجحان تقديرات قيادة الحزب و لا يثبتها ، و لكن بالقليل من من الجهد { الفنى } كان يمكن أن يتجاوز المؤتمر الوطنى العديد من الإشكاليات التى تحدث الأن ، فمثلا لم تجلس قيادة الحزب مع المرشحين الثلاثة فى تلك الدوائر لتخطرهم بأنها سوف تخلى دوائرهم للحزب الفلانى و مازال هناك متسع من الوقت لإنجاز ذلك ، و كان يمكن أن يكون ذلك أجدى اذا طرحت المسألة فى شكل حوار و انا متأكد أن هذا الحوار سينتهى لذات النتائج التى ترغب فيها قيادة الحزب لأنها تملك معلومات أدق و ترى الصورة كاملة أكثر من غيرها ، و ربما تتفاجأ بمعلومات كانت غائبة عنها فتعدل فى الصورة بالقدر الذى يخدم الحسابات الكلية للحزب و هو يخوض أخطر إنتخابات يشهدها السودان الحديث . و من المسائل المهمة التى يجب أن ينتبه لها المؤتمر الوطنى أن إخلاء الدوائر سيضعف من حضور الحزب و دعايته و سيكون لذلك مردود سالب على عضوية الحزب و ستكون عرضة للإستقطاب كما بدأ يظهر فى بعض الدوائر التى تم إخلائها و نامت عزيمة البعض الذى كان يمني نفسه بدخول دوائرهم الى قائمة الشرف التى تضم الدوائر التى سيفوز بها المؤتمر الوطنى و لا يريدون أبدا أن ترتبط دوائرهم بأحزاب لا ترى بالعين المجردة و أخشى أن تنسرب منها الى الماء و إن دفعت هذه الأحزاب بأسماء بالرغم من رنينها فهى لا تحظى بتأييد جماهير تلك الدوائر لأسباب قد تغيب عن المركز و لكنها لن تغيب عن فطنة الناخب و قيادات المؤتمر فى تلك الدوائر المخلاة . عموما سيظل المؤتمر الوطنى هو الخيار الأمثل لشعب السودان و إلا حلت بالبلاد كارثة لا يعلم مداها إلا الله إن غادرت سدة الحكم هذه العصبة من قيادات الأمة و مهما يكن جماهير المؤتمر الوطنى جاهزة لتحمل من تختاره قيادتها للبرلمان حتى و إن رفع لافتة حزب آخر. لى المؤتمر الوطنى أن يدرس تداعيات و سلبيات الإخلاء و أن يفعل الحزب من ماكينة العلاقات العامة.