محمد محمد علي شاعراً : دراسة تحليلية نقدية بقلم فاطمة القاسم شداد من إصدارات مركز عبد الكريم ميرغني (2009م) 342ص والكتاب هو الرسالة التي أعدتها الباحثة فاطمة القاسم شداد كلية الآداب قسم اللغة العربيةجامعة الخرطوم وحصلت بها علي درجة الماجستير تحت إشراف البروفسور عز الدين الأمين ثم أعقبه البروفسور عون الشريف قاسم مع زميله الدكتور صلاح الدين الهادي. قدم الكتاب الراحل البروفسور عون الشريف قاسم والذي قال :عرفت الدكتورة فاطمة منذ أن كانت طالبة ثم توطدت صلتي بها وهي في مرحلة الدراسات العليا.. وقد لفت انتباهي جديتها في العمل والمثابرة على أداء الواجب وتفانيها في إنجاز كل ما يوكل إليها من عمل ولذلك لا عجب أن رايناها وهي في منتصف العقد الرابع من عمرها القصير تحقق ما حققته من إنجاز عظيم على مستوى التدريس الجامعي والإدارة الأكاديمية إلى جانب إنجازها في مجال البحث العلمي سواء أكان ذلك على مستوى البكالوريوس أم مستوى الماجستير أم على مستوى الدكتوراه التي نالتها من جامعة أكسفورد. وهذه شهادة من البروفسور الراحل عون الشريف قاسم ولا معقب بعد هذا القول. وصاحب الكتاب مكان الدراسة الشاعر الراحل محمد محمد علي الذي عرفته إبان فترة عملي بمدرسة وادي سيدنا الثانوية ، وكان وقتها رئيساً لقسم اللغة العربية . ولا يزال تلاميذه الكثر من أبناء وطلاب جيل الستينيات يذكرون أستاذهم العظيم ذلك العملاق بجسمه الضامر النحيل وبعقله الكبير وفكره الواسع وشعره الغزير ومعارفه الموسوعية في آداب اللغة العربية. وصاحب المؤلفات والدواوين الشعرية وكتبه من جيل إلى جيل محاولات في النقد ألحان وأشجان- ظلال شاردة بجانب كتاباته في الصحف والمجلات ومشاركاته في المؤتمرات والندوات وتقديمه للمحاضرات العامة. والكتاب الذي نحن بصدده يحمل عنوان محمد محمد علي شاعراً والذي يقع في مقدمة وثلاثة أبواب. أولاً : قدم للكتاب البروفسور عون الشريف قاسم وأحد المشرفين على الدراسة حيث أوضح مكانة المؤلفة في الخارطة الأكاديمية والبحثية وكتب الأستاذ أسحق القاسم شداد شقيق المؤلفة كلمة رصينة عن أسرة شداد وعن الفقيدة ووضعها الأسري ودراستها الأكاديمية ومسيرتها العلمية والعملية في التدريس حتى انتدابها للعمل بجامعات المملكة العربية السعودية وانتقالها المفاجئ والحسرة والألم الذي تركته خلفها. في الأبواب الثلاثة تمكنت الباحثة من مناقشة وتحليل شخصية وشعر الشاعر محمد محمد علي في تسعة فصول وكل فصل في عدد من المباحث. ففي التمهيد تناولت تطوير الشعر السوداني من القرن السادس عشر الميلادي إلى الربع الأول من القرن العشرين. والباب الأول تناولت فيه المؤثرات البيئية العامة والخاصة في حياة الشاعر والباب الثاني خصصته لفنونه الشعرية وروح الأسرة والشعر والقلق الديني ولمحات من التصوف والوطنية في شعره وبين المرأة والطبيعة وأغراض الشعر (الرثاء- المديح الخمر) والباب الثالث: خصص للشاعر في ميزان النقد الأدبي وأراء النقاد في شعره. سبق أن رشحت هذه الدراسة لتصدر أبان عام 2005م الخرطوم عاصمة الثقافة العربية، فقد كانت واحدة من أميز الدراسات التي تم تقديمها وترشيحها للنشر. فالرسالة تمتاز بعمق التحليل والتناول للقضايا التي تطرقت لها. فهي بلا أدنى شك واحدة من الرسائل المتميزة في مجال الأدب السوداني ، فقد أوفت الباحثة الشاعر حقه في البحث والاستقصاء والأحكام، وقد نالت الرسالة استحسان المشرفين والممتحنين على حد سواء.. فجاء الكتاب كواحد من أهم الكتب التي أصدرها مركز عبد الكريم ميرغني. فشكراً على اتحاف القراء بهذه الدراسة القيمة.