قبل سنوات أصدر المركز السوداني للخدمات الصحافية كتاب دارفور الحقيقة الغائبة، وذلك قبل تفاقم الأوضاع هناك، وأضحى الكتاب وثيقة هامة تناولها الباحثون والكتاب المهتمون بتداعيات النزاع.. لكن الكتاب أجاب عن أسئلة هامة جداً!! كيف بدأ النزاع ولماذا وما هي علاقته بتداعيات انقسام الإسلاميين. عندما تغيب الحقيقة عن واقع ما يظل البحث عنها مضنياً وشاقاً وطريقها محفوفاً بالأشواك والمخاطر. وفي الأسبوع الجاري كتب المهندس المعماري النو جبريل عن اكتمال مستشفى المجلد التخصصي بنسبة 107%، ولم يتبقَّ إلاّ افتتاحه كأكبر صرح خدمي في غرب السودان على الإطلاق.. لكن الحقيقة التي سعى المقاول لتغطيتها ومُداراتها تحت إبطيه؛ هي أن المستشفى لم يكتمل حتى اليوم وادعاء المقاول بمثابة (تهريف) ومحاولة لخداع الرأي العام وغش، والغش والخداع أصبحا مهنة لبعض الناس الذين (يكذبون) على أنفسهم وعلى الشعب وعلى كبار المسؤولين. سألت الأمير مختار بابو نمر- وهو رجل لا يقدح في زمته إلاّ من اختل عقله: هل اكتمل مستشفى المجلد بنسبة 107% كما جاء على لسان المعتمد النو جبريل؟ فقال الأمير: حتى اليوم المستشفى لم يكتمل. وقد شهدت اللقاء الذي عقده الفريق عبد الرحمن سعيد وزير ديوان الحكم الاتحادي الأسبوع الماضي بمباني المستشفى، حيث قدرت الفجوة المالية ب (5) مليارات جنيه لإكمال المستشفى؟؟ وقال د. رحمة عزاز معتمد المجلد: إن المستشفى تبقى له الكثير، فلم يتم تشييد الطابق الثاني والثالث بعد ولم تشيد مباني الأطباء ولا بئر المياه. ودعا الحكومة لدفع ما عليها من مال حتى يكتمل المستشفى..؟؟ لماذا لم تدفع المالية كل نفقات المستشفى؟؟ وإذا دفعت المالية كل ما عليها أين ذهبت تلك الأموال؟؟ وكيف صدرت شهادات الإنجاز من المقاول والاستشاري والتي بموجبها دفعت تلك الأموال؟. أما أن يقول المعتمد النو وهو المهندس المعماري والمقاول الذي شيد مستشفى النهود والمجلد معاً، لكن مستشفى المجلد اكتمل بزيادة 7% بادعاء النو جبريل ولم يكتمل بشهادة الناظر مختار بابو وبشهادة معتمد المجلد نفسه، وبشهادة نائب رئيس المؤتمر الوطني وبشهادة رئيس الحركة الشعبية، ولكن ماذا يقول أهل المجلد عن شهادة النو وهو من الضالعين في علم المعمار ومن القريبين جداً من هيئة تنمية غرب كردفان!! ما عليك.. فالمال العام لا بواكي له في بعض المناطق، وضعف الرقابة على أداء الأجهزة الحكومية جعل المشروعات الكبيرة تفشل وتسقط في الجب، ويستثمر السياسيون أخطاء أنفسهم في مشروعاتهم القادمة، أين ذهبت أموال طريق الإنقاذ الغربي؟؟ وأين ذهبت أموال الطريق الدائري؟؟ ولماذا ظل مصنع ألبان بابنوسة بئره معطلة منذ السبعينيات، ولماذا استخدمت قوات الأممالمتحدة مقر مصنع نسيج نيالا كمخزن وجراج لسياراتها؟؟ المحاسبة والرقابة هي الضمانة الوحيدة لاستقامة الأجهزة الحكومية.. بعض الأصدقاء الطيبين يقولون: لماذا تكتبون عن أخطاء (أولادنا) هل تريدون (حرقهم)..؟ قلنا: لن نسكت عن الحق ولن نحيد عن رسالة الحقيقة.. وهل مصلحة من يكذب جهراً أن نقول له أنت صادق وأنت أمل الأمة، أم نقول لمن أخطأ في حق هذا الشعب (عينك) ما تشوف إلاّ (.........).