بمجرد أن عانقت عيناه الصحيفة في الصباح الباكر بادر بالاتصال علينا في مكاتب(آخر لحظة) المهندس الزبير أحمد محمد سعيد صاحب ورشة صيانة بالمنطقة الصناعية وعندما لم يجدنا ترك تلفونه عند الاخت «أميرة» والتي قالت لي إن هذا الاخ يلح على الاتصال وكان هذا أول ما فعلته قبل قراءة «صحف الخرطوم» فقال لي الزبير عبر الأثير إنه من المداومين على(آخر لحظة) ويراها صحيفة «موضوعية» ومفيدة ومهمة وقال إنه قرأ مشكلة الأستاذ الجامعي الذي أوردنا قصته أمس وقلنا إن البنك باعه سيارة يعتقد بأنها فاسدة لأنها قبل أن يسدد رسومها أدخلته في(حيص بيص).. الزبير سألني اين السيارة قلت له لا أعلم ولكني حسب كلام الاستاذ إنه(حردها) فهي اما عند مركز الصيانة المعني أو الشركة.. قال لي إنه على استعداد لاصلاح هذه السيارة ومساعدة هذا المواطن وسألني عن ماركتها قلت أترك لك فرصة التخمين؟ فعدد لي خمس ماركات للسيارات التي تجري في الخرطوم والغريب في الأمر أن السيارة المعنية لم تخرج من «خيارات» الاخ الزبير.. وطبعاً الاخ الزبير وزملاءه من الناشطين والعاملين في هذا المجال يعرفون حجم الماسأة الكبيرة والفوضى التي تضرب عالم السيارات في السودان والسبب في ذلك انعدام المرجعية والسلطة الفنية التي تحكم ضوابط استيراد وتشغيل السيارات في السودان.. فكل من هب ودب يمكنه استيراد أي نوع يريده! ولا يهم أن يتوفر (الاسبير) او الخبرة الفنية أو «الطقس» حتى! وهذه قضية كبرى يجب أن يسأل عنها صاحب قرار حل النقل الميكانيكي الذي كان يتحكم في ضوابط استيراد السيارات ومدى ملاءمتها لطقس السودان وطبيعته التضاريسية فالسيارة التي تجري في سهول آسيا لا شك أنها ستجد صعوبة بالغة للمشي في صحراء العتمور، والسيارة التي صنعت خصيصاً (لهمبريب) اوربا (سينكتم) نفسها اذا (كبسناها) بالعمم والطواقي و(العصي) بكسر (العين والصاد) وقلنا لها «أقدلي» في تلك «السموم» و«الكتاحة» بالتأكيد لن تسكت (الخشامة)! وعندما نقلت للاخ مصطفى ابوالعزائم مبادرة الاخ الزبير رد عليّ مصطفى ببديهته المعروفة قائلاً حقو تكتب تقول صاحب الورشة قلبه أرحم من البنك! ومع ذلك أنا في انتظار رد البنك المعني على هذه القضية والتي إن بدت شخصية ولكنها عامة، لأن هذا الموديل وهذه الماركة اكتوى بنيرانها الكثيرون من الضحايا الذين أوقعهم حظهم العاثر في البنوك و«تسهيلاتها» والتي هي في أغلب الأحيان «صعوبات وليست تسهيلات» ففي ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب ولكن أكثر الناس لا يعلمون.