واليوم.. نرد الصاع.. مليون صاع.. إلى منذر محجوب.. الذي بحث في كل قاموس السباب والشتائم.. فلم يجد غير.. رمي الناس بالباطل.. وتصوروا.. شخصاً.. يحترم نفسه.. قبل أن يحترم الآخرين.. وهو يكتب بيده مخاطباً.. من كتب.. بأنبل الحروف.. عتاباً.. للسيد حاج ماجد سوار.. يكتب «من هو على شاكلتكم المدعو ياسر عرمان».. ثم يواصل.. سيل البذاءة.. قائلاً: «هل كنت ترجو منه المداهنة والتدليس والكذب الذي هو نهجم وشيمتكم».. وهنا أقول.. وليست كلماتي مرسلة بين يديه.. فأنا قد أدبني والدي وأحسن تأديبي.. تمشي حروفي بين الناس.. صادقة.. ساطعة.. ما عرفت يوماً الكذب والمداهنة والتدليس ونهجي وشيمتي.. أعلى بكثير.. من كل قامتك.. حتى وإن تعددت ألف طابق.. لست طعاناً ولا لعاناً.. ولا فاحش القول.. وأهم من كل ذلك.. أنا لا أمدح الرجال.. مهما كان حجم الرجل.. ولا أدافع إلا عن من عرفت فيه وهناً.. أو جابه ظلماً.. لذا لن أدافع عن ياسر عرمان الذي وأقسم بالأحد الصمد.. أنه لن يعير كل كلماتك حتى التفاتة.. ولكني ما زلت أعجب.. من اين تأتي كل تلك الألفاظ.. والحروف المتسخة.. وهل في الأرض بشر بمثل هذا القبح.. وفوق ذلك.. فقد.. ألصقت بنفسك وبخط يديك.. أثواب الجهل.. وعدم الإدراك.. أما كيف ذلك.. أقول.. إني كتبت.. بالحرف ما يلي: «أنا حزين ومحبط ومكلوم فقط لأن الرجل من فئة الشباب.. والتاريخ يقول إن مستقبل أي وطن معقود على ناصيته الشباب.. فقد كنت أراهن عليه كثيراً لكبح جماح أصدقائه من المتفلتين..».. أولاً حديثي هنا.. معني به الأستاذ حاج ماجد سوار.. ودعوني أسأل طفلاً في مرحلة الأساس.. هل كلماتي هذه هجوم.. أو إشادة بالأستاذ حاج ماجد.. مهلاً أنا مازلت.. أراهن عليه.. أن يرتقي بحزبه.. إلى منصات.. الرصانة.. والحوار الهادئ الموضوعي.. وعشمي فيه كبير.. أما بالنسبة للذي.. يريد أن يلفت نظر ماجد وأنظار آخرين.. أقول.. إنه على نحت القوافي من مكامنها وليس علي أي شيء آخر.. ونعود إلى هؤلاء الهتيفة.. وأولئك الذين.. لا يعرفون من كل كلمات العربية غير السباب والتخوين.. ووصم الناس بالكفر.. والخروج عن الملة.. والذين لا يرون منكراً في الأرض غير الخمر.. وأقول.. وذلك أيضاً ليس دفاعاً عن نفسي.. ولا إرضاءً لكائن من كان.. ولا لأي بشر يمشي الآن على ظهر الأرض.. فأنا ضد الخمر.. ولا أعرف الخمر.. فأنا والحمد والمنة لله.. أنحدر من صلب.. رجل من غلاة «الأنصار».. تعلمت منه أن السجائر حرام.. وليس مكروهاً و«التمباك» حرام.. وليس مكروهاً.. ناهيك عن الخمر.. ورغم ذلك أقول.. للذين اختزلوا شرع الله في حد الخمر.. إن حد الخمر.. إربعون جلدة.. إذاً لماذا لا تتحدثون.. عن الزناة.. والسارقين.. والمحتالين.. والمخضبة أيديهم بدماء الأبرياء.. والذين استباحوا المال العام.. والذين احتكروا قوت الشعب.. والذين احتكروا الوظائف والبعثات الدراسية.. والذين شردوا الكفاءة على حساب المحاسيب.. والذين بعد أن انفتحت لهم الخزائن.. وكأن ليلة القدر قد طافت بهم ليلاً.. وكيف رأينا الحفاة العراة رعاة الشاة.. كيف تطاولوا في البنيان.. تتمترسون.. في حد الخمر.. ولا تتحدثون عن آكلي أموال الشعب بشتى الوسائل، وصب نيران العذاب والهوان.. والظلم من الذين تعرفونهم بالاسم.. لماذا لا تتحدثون.. عن تلك الفترة.. التي.. ناهضت سماحة الإسلام.. ووضاءة الإسلام.. وخلق وأخلاق الإسلام.. وفي قمة هبَّتكم.. وفي ذروة إعصاركم.. كان البطش والتنكيل.. بل الموت.. ليس لمن أتى جرماً.. ولا من رفع سلاحاً.. ضد الدولة.. ولا من تخابر مع عدو.. ولكن لكل معارض في الرأي.. كان يرى خلاف ما ترون.. وترون خلاف ما يرى.. ثم وفي الختام.. نقول.. ابحثوا عن الفاحشة.. ولكن في غير صفوفنا.. فنحن.. ما زلنا.. نردد كلمات مظفر النواب.. التي كتبها.. في بغداد.. وكأنه قد كتبها.. عند ملتقى النيلين.. قال الرجل.. مولاي أنا في صف الجوع الكافر.. لأن الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار..