دعاء موسى بن ميمون: سمي موسى بن ميمون في الغرب باسم (Moses Maimonides)، وقد عاش من عام 1135 إلى 1204 م، وكان طبيب صلاح الدين الأيوبي القائد العسكري المسلم المشهور، وأيضاً طبيب ابنه الأفضل نور الدين وفي الواقع أن دعاء موسى بن ميمون لم يكن من تأليفه هو، بل على الأرجح من تأليف طبيب ألماني يهودي عاشره في القرن الثامن عشر هو ماركوس هرتس تلميذ الفيلسوف كانت وصديق غوتهولد ليسنغ.. وعلى كل حال وكما شرح اتزيوني، فلا بأس من مواصلة تسمية هذا النص المنير باسمه المعتاد، وذلك (مراعاة للعرف.. نظراً لصفائه الشاعري والأخلاقي)، والعبارات التالية مقتبسة من الترجمة الإنجليزية لفريد نوالد:(يا إلهي القادر على كل شيء، لقد خلقت جسد الإنسان بحكمة متناهية.. وباركت أرضك وأنهارك وجبالك فمنحتها مواداً شافية، وهي تعين مخلوقاتك على تخفيف معاناتهم وتشفي أمراضهم، ومنحت الحكمة للإنسان ليخفف من معاناة أخيه الإنسان، وللتعرف على متاعبه، ولاستخلاص المواد الشافية، ولاكتشاف قدراتها ولإعدادها واستخدامها لتلائم كل داء، واخترتني بحكمتك الإلهية، للعناية بحياة وصحة مخلوقاتك وأنا الآن على وشك أن أكرس نفسي لواجبات مهنتي، فيا إلهي القدير هبني العون في هذه الأعمال الجليلة لتفيد الجنس البشري، لأنه بدون مساعدتك فلن يكلل النجاح أبسط الأشياء). رب ألهمني لمهنتي ولمخلوقاتك، ولا تدع التعطش للربح والطموح للشهرة، والإعجاب أن تتدخل في مهنتي، حيث إنها أعداء للحقيقة ولحب الجنس البشري، ويمكنها أن تقصيني بعيداً عن المهمة الكبرى المتمثلة في صنع الخير لمخلوقاتك، اللهم احفظ قوى بدني وروحي بحيث تكون دائماً مستعدة ببشاشة لمساعدة ومعاونة الغني والفقير، والصالح والشرير، والصديق والعدو على حد سواء، رب دعني لا أرى فيمن يعاني الآلام الجانب الإنساني وحده، وانر عقلي حتى يمكنه التعرف على ما هو موجود فعلاً، الأمر الذي قد يساعد على تفهم ما هو غائب أو خفي. رب دع من هم أكثر في الحكمة يرغبون في إفادتي وتعليمي، ودع نفسي تتبع إرشاداتهم بكل عرفان، رب هبني الدماثة والهدوء.. وامنحني القناعة في كل شيء إلا في العلم العظيم الخاص بمهنتي، ولا تدع الغرور يتملكني أبداً فاعتقد أني قد بلغت ما يكفي من المعرفة، ولكن هبني دائماً القوة والوقت والطموح لتوسيع معارفي، فالعلم واسع ولكن عقل الإنسان يتسع باستمرار. يا إلهي لقد اخترتني برحمتك للعناية بأمر حياة وموت مخلوقاتك، وإني الآن أكرس نفسي لمهنتي، فأعني على أداء هذه المهمة الجليلة لكي أنفع الجنس البشري، فبدون عونك لن أنجح حتى في أبسط الأشياء. صيغة مماثلة أحدث عهداً: لقد تم وضع الصيغة التالية للعلماء التطبيقيين والمهندسين والتكنولوجيين، بواسطة الأستاذ ديث ترينغ، الأستاذ السابق بكلية كوين ميري بلندن، وتم نشره في مجلة نيوساينتست في يناير 1971م. أقسم على أن أكافح حتى لا استخدم مهاراتي المهنية إلا في المشروعات التي اعتقد بعد أن يتدبرها ضميري، أنها تسهم في تحقيق هدف تعايش جميع الكائنات البشرية في سلام، وبما يحفظ كرامة الإنسان ويحقق ذاته. وإني اعتقد أن تحقيق هذا الهدف يقتضي توافر ضروريات الحياة (الغذاء الجيد) والهواء الصحي والماء النقي، والكساء والمسكن الحسن، والحق في التمتع بالجمال الطبيعي والصناعي والتعليم، وإتاحة الفرص التي تمكن كل شخص أن يصنع بنفسه أهداف حياته والعمل على تنمية قدراته الإبداعية، واكتساب المهارة في استخدام يديه وعقله. وأقسم أن أكافح خلال عملي من أجل تقليل الخطر والضوضاء والتوتر وانتهاك حرمة الأفراد، وتلوث الأرض والهواء والماء، وتدمير الجمال الطبيعي والموارد المعدنية والحياة البرية. وتنويهاً بهذا القسم المفتوح، فقد ذهب ديكسون إلى أن (مثل هذا القسم ينبغي بالتأكيد أن يساعد في تركيز انتباه العلماء، وهم في مستهل حياتهم المهنية، على مسؤولياتهم الاجتماعية، كما يؤكد أيضاً على أن مجالات الطب والعلوم الطبية ليست وحدها تثير معضلات أخلاقية ومشاكل اجتماعية).هذه المقالة مهداة إلى الشعب السودانى أو (محمد أحمد المواطن السودانى البسيط الذى يتاجر باسمه البعض) ليعرف أى جريمة نكراء، (جريمة العصر) ترتكب فى حقه، وذلك بانسحاب بعض الأطباء من تغطية الحوادث تحت مختلف المسببات والمبررات، وذلك لأن الانسحاب من الطواريء بمثابة اتخاذ المرضى المحتاجين وهم فى أضعف حالتهم كدروع بشرية فى النزاع الدائر بين بعض الأطباء والدولة، لقد وصل الأمر إلى اللانهائية فى الأخلاق، وذلك ليموت مواطن وتنطلق شرارة التغيير أو تدخل الدولة فى مأزق أو أزمة أمام الجماهير، إذن فلتذهب كل القيم والمباديء إلى الجحيم، وامتد ذلك إلى إرهاب الزملاء غير المقتنعين بالإضراب تحت شعار المتخاذلين وقائمة الخزي والعار، الآن انقلبت المعايير(يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف). إن حياة الإنسان وصحته أعظم من أن يزايد عليها، يقولون الدولة لا تقوم بواجبها تجاه المريض (فليكن جدلاً) تكونون عليه أنتم والدولة، أي المريض بين سندان الدولة ومطرقة الإضراب(ما لكم كيف تحكمون)، يقولون إن الحكومة فاوضت خليل لماذا لا تفاوض الأطباء؟.. الآن أمر آخر، خليل ركب من دارفور ليحارب الحكومة رجلاً لرجل وسلاحاً لسلاح، ولم يستخدم المواطنين كدرع بشرى، ولكن كيف تفاوض من يستخدم المرضى كدروع بشرية.. قالوا ظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أي سواد أعظم من القيام بعمل معروف سلفاً أنه سيؤدي إلى الإضرار بالنفس البشرية، أي قلب ميت، أو (دم بارد كما يقول الأوربيون) سوّل لهم وأملى لهم، الأطباء الإنسانيون يؤدون الآن عملهم لاسعاف المريض الذي لم يستأذنه المرض أو الظرف وأمهله حتى ينال المضربون مطالبهم.. وحتى ذلك الحين كان الله في عون المرضى.