تباينت الآراء داخل حركة العدل والمساواة، حول جدوى تجميد المشاركة في مفاوضات الدوحة والعودة إلى الميدان، فيما قللت قيادات من جدوى التحالف مع حزب الأمة في هذه المرحلة. وعارض تيار في حركة العدل والمساواة يترأّسه القيادي سليمان صندل، الذي غادر الدوحة إلى القاهرة، الفكرة التي طرحها رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، بتشكيل تحالف مع الحركة، من أجل إسقاط الحكومة من خلال العمل السياسي والمدني، معتبراً أن الحركة يجب أن تسلك طريق العودة للميدان والقيام بأعمال عسكرية. وقال صندل إن حزب الأمة، إذا كان يبحث عن تحالفات سليمة، فيمكنه الاستعانة بالتجاني السيسي، الذي ينتمي إليه على حد قوله. لكن قيادات أخرى، على رأسها جبريل إبراهيم، وأحمد آدم بخيت، نادت بضرورة الاستمرار في مذكرة التفاهم الموقعة مع حزب الأمة في يوليو 2009م، ومحاولة تطويرها، خاصة أن رئيس الحزب الصادق المهدي تراجع عن مواقفه التي أعلنها عقب هجوم قوات العدل والمساواة على أم درمان، بنبذ العمل المسلح، وترك الجهاد المدني، ودعت هذه القيادات للتريّث قبل التورط في أية مغامرة عسكرية ضد الحكومة، خاصة في ظل الخلافات التي تشهدها الحركة، والتي أدت إلى مواجهات ميدانية، بمنطقة جبل مون، وقالت: إن تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد، حال دون الدعم العسكري واللوجستي للحركة، ودعت لانتظار نتائج الاتصالات مع حركة عبد الواحد محمد نور، للتنسيق مستقبلاً في الجوانب السياسية والعسكرية. من جهة أخرى تخوف مراقبون من تكرار تجربة تكوين تحالف مسلح بين أحزاب معارضة وحركات متمردة، على غرار ما حدث بأسمرا أوائل التسعينيات، مستنكرين للقاءات بين الفصائل المسلحة والقوى المعارضة في القاهرة، وهو ما من شأنه التقليل من مكتسبات الشعب السوداني التي تحققت بقيام الانتخابات، والتهديد بتقويض مفاوضات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة التي تجري بمنبر الدوحة. من جهته قال القيادي بحزب مؤتمر البجا، عبد الله موسى، أن تكوين تحالف شبيه بالتجمع الوطني احلام لا يمكن أن تتحقق باعتبار أن التجربة السابقة كانت محكومة بزمانها، مستبعداً أن ترحب مصر بتكوين تحالف معارض في أراضيها، دون علم الحكومة السودانية.