انفردت (آخر لحظة) قبل يومين بخبر طرد الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة من القاهرة كثمرة لزيارة قام بها وفد سوداني رفيع قاده الدكتور نافع علي نافع وضمّ الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل والأستاذ إدريس محمد عبد القادر وركّز الوفد في كل مباحثاته الثنائية أو لقاءاته المفتوحة على أن «الدوحة» هي منبر التفاوض الوحيد حول سلام دارفور واتّخذ الوفد موقفاً واضحاً وصريحاً حول استضافة القاهرة للدكتور خليل إبراهيم ومجموعته في وقت حمل فيه السلاح وخرج عن مسارات السلام ونقض اتّفاقه الإطاري مع الحكومة حتى جعله مثل حلم ليلة صيف عابر. وقبل مغادرة القاهرة اتّصل بي ممثل لقناة النيل المصرية لأكون ضيفاً على برنامج يبثُه التلفزيون على الهواء مباشرة ويكون فيه إلى جانبي السيّد أحمد حسين أحد قيادات حركة العدل والمساواة، ثم أعاد ممثل القناة الاتّصال بي بعد أقل من نصف الساعة ليُبلغني أن اللقاء تم تأجيله. في ذات يوم المغادرة كان الدكتور نافع علي نافع والوفد المرافق له قد التقوا بالوزير اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصري ولم يشارك في ذلك اللقاء - كما هو متوقّع - ممثلو الصحافة والإعلام الذين صحبوا الوفد في زيارته وقد كنت وزميلي الصحفي الكبير أحمد البلال الطيّب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة(أخبار اليوم) الغراء ضمن فريق التغطية الصحفية المرافق للوفد السوداني.. ولم يُفصح الدكتور نافع أو الدكتور مصطفى عثمان أوالوزير إدريس عبد القادر عما دار بينهم وبين مدير المخابرات المصري، لكن اعتذار قناة النيل جعلني أربط بين اللقاء الذي تمّ وبين إلغاء البرنامج التلفزيوني فأخذت أُكثّف من اتّصالاتي بكل مصادري حتى علمت ونحن في مطار القاهرة نستعد لمغادرتها، أن السلطات المصرية أصدرت أمرها بإبعاد الدكتور خليل الذي يشكّل وجوده حرجاً كبيراً للقاهرة بعد مواقفه الأخيرة وتعنّته في قضية السلام ومحاولة نسف محادثات الدوحة ومطالبته بنقل المفاوضات منها. وقبل أن ارتقي درجات سلم الطائرة كنت قد بعثت بتفاصيل خبر الإبعاد إلى الصحيفة وطلبت من زميلي الأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير أن يُبقي الخبر حتى اللحظات الأخيرة وقد حدث هذا كله لتنفرد (آخر لحظة) بالخبر الذي أقام الدُنيا.. ولم يُقعدها بعد.. .. ثم حدثت تطورات أخرى وقد علمت أن الأشقاء في ليبيا رفضوا استقبال الدكتور خليل الذي غادر إلى «إنجمينا» آملاً في استقبال دافئ من قبل السلطات هناك، وقد علمت أنه قد وصل بالفعل إلى مطار «إنجمينا» لكن لم يتسن لي معرفة أن السلطات احتجزته أو احتجزت جواز سفره التشادي المزوّر الذي حمل اسم الحاج عبد الله بشير وجاء إليّ الزملاء في قسم الأخبار يحملون خبر اعتذار تشاد عن استقبال قافلة ثقافية سودانية يُسيّرها مجلس الصداقة الشعبية العالمية، ورأينا أن نربط بين الخبرين وقد صدرت الصحيفة يوم أمس وهي تحمل منع تشاد للقافلة واستقبالها للدكتور خليل.. وقامت الدنيا ولم تقعد أيضاً وظللت أتلقى الاتصالات والخطابات التي بدأت بمحادثة هاتفية من الشيخ الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد الأمين العام لمجلس الصداقة حول الربط بين الحدثين، ومحادثة من مكتب الدكتور كمال عبيد وأخرى من الأستاذ العبيد أحمد مروّح ثم خطاباً من السفارة التشادية حول الموضوع رأينا أن تكون مضمنة في تقرير شامل كامل، شافٍ وواف لقصة خليل من الألف للياء وما صاحبها من تداعيات وتطورات أكّدت قوة ومتانة العلاقة بين البلدين الشقيقين السودان وتشاد وحكمة القيادتين في الخرطوم وإنجمينا.. ويتابع القارئ تفاصيل مُثيرة وكثيرة عن حدث الساعة داخل (آخر لحظة). وبالله التوفيق