مواصلة لحديثي في هذا الباب حول المنتدى الإعلامي العربي الذي ينظمه نادي دبي للصحافة وجائزة الصحافة العربية، أود أن أقول بأنني شاركت ثلاث مرات مع صحفيين سودانيين في هذا المنتدى المتطور باستمرار وقد لاحظت خلال الدورات الثلاثة الماضية عدم إشراك السودانيين لا في لجنة وضع المعايير ولا في لجان التحكيم ولا في محاور الموضوعات المهمة التي تدور في الورش والجلسات فالعالم العربي مقسم عند الجهات المنظمة إلى دول مغاربية ودول المشرق العربي ثم دول الخليج وفات عليهم الدول العربية جنوب الصحراء أو الدول الواقعة على سواحل البحر الأحمر مثل السودان وأرتيريا وجيبوتي والصومال.. وهي دول عربية أصيلة وأعضاء في الجامعة العربية ولها مشكلات وقضايا خاصة بهذا الإقليم تحديداً.. كالحروب الأهلية ومشكلات الفقر والمجاعات والتصحر ومشكلات الحدود والتدخلات الخارجية ويتأثر إعلامها بتلك الأحداث حيث يقتل الإعلاميون وتفعل القوانين نسبه للظروف الأمنية بتلك البلدان.. وهي بالتالي تمثل إقليماً يستحق أن ينال الاهتمام وينال المشاركون منه فرصهم في المداخلات وإعداد الأوراق والمشاركة الحقيقية في المنتدى والجائزة حتى يتعرف عليهم أهل المنتدى القادمون من الغرب والشرق والشمال. أقول بذلك لأننا كضيوف نجد كل كرم الضيافة والاحترام والتقدير والشكر للقائمين على الجائزة والنادي ونقدر اجتهاداتهم وتطرقهم لموضوعات غاية في الأهمية، فنحن في السودان عرفنا الصحافة منذ آلاف السنين إذا اعتبرنا النقوش والكتابات على أهرامات البجراوية ونوري وحضارة كرمة والنقعة والمصورات والبركل ودنقلا شكلاً من أشكال الحضارة والإعلام سواء بالرسم أو الكلمة الهيروغليفية التي لم تفك شفراتها حتى اليوم وتبلغ صحافتنا تجربة حقيقية من العمر مائة وسبعة أعوام بصدور صحيفة السودان عام 1903 ومائة واحد عشر سنة إذا اعتبرنا الفازيته التي صدر عام 1898 وأكثر من ذلك إذا اعتبرنا مطبعة المهدي وراتبه الذي طبع عليها بدايات لعهد الطباعة والنشر. والصحافة السودانية بهذا العمر المديد تكتسب خصوصية تستحق التناول والتداول حولها لأن الخصوصية آتيه من إقليم غير المغرب والمشرق والخليج تدخل فيه الصحراء والقرن الأفريقي والبحر الأحمر.. وخصوصية ثالثة بالتمازج بين الثقافة العربية والأفريقية وهذه الخصوصية تفترض أن تشكل لها محور أو ورشة نقاش للوقوف على التجربة الصحفية والإعلامية هناك خاصة وأن الإقليم كله يعمل تحت ضغوط جملة من المعضلات حيث يقتل الصحفيون في الصومال جراء الحرب الجارية هناك وحيث يسجن الصحفيون في بلدان أخرى وحيث توجد صور عديدة من صور انتهاكات حرية الصحافة وقتل الصحفيين. اردت بهذا أن أؤكد بأن إفراد محور خاص بصحافة إقليمجنوب الصحراء الأفريقية العربي في المنتدى القادم يصبح ضرورة قصوى ويكون المنتدى بذلك قد طوف على الأقاليم العربية جميعها لتكون المحصلة في النهاية كم هائل من المعلومات وجملة من الحقائق تصب لصالح أهداف المنتدى السنوي للنادي وليرى الناس هل هذا الإقليم يتعاطى مع التطور التقني بوعي وفهم، أم أنه يتخلف عن ذلك وما هي الأسباب وإلى أي مدى استطاع الإعلاميون في هذا الإقليم والسودان يمثل بمساحته الشاسعة وتنوعه العرقي والثقافي تميزاً خاصاً.. وهل تصلح تجربة الإعلام في هذا الإقليم للعمل بموجبها في الأقاليم العربية الأخرى.. ما تأثير الأفريقانية على أهل هذا الإقليم وما تأثير العربية كذلك.. اعتقد أن في الإقليم وسائط إعلامية متقدمة.. وفيه إعلاميون على درجات عالية من العلم والفهم والوعي لا يمكن تخطيه أو تجاوزه في تجمع كهذا الذي يتم في نادي دبي للصحافة.