ودعها ذات مساء حزين وأغلق بوابة قلبه النازف بالضبة والمفتاح ، الرجل مضي إلى حال سبيله وهو يدندن بأغنية عن العشق القديم ، سألته البنت الخلاسية الحالمة ، لماذا كل هذه القسوة ، ؟ الرجل تنحنح مثلما يفعل النواب في البرلمان السوداني أثناء الجلسات الساخنة ، وقال: بعد ان إستعان بالله ابتعدت عنك لانني احبك ولانك مهمة بالنسبة لي ، ومضي يقول اعرف نفسي جيدا انا رجل قلبه موزع وهارب في مسارات الدنيا باستمرار ، ولا أريد ان يكون هذا القلب ملكا لأحد ،فأنا رجل أناني اعشق عملي وأنسى من حولي ، العاشقة المفتونة لم تستوعب ما قاله الرجل سألته كيف تقول انك تريد الابتعاد عني من اجلي انا لا افهم ما تقوله ،؟ ابتسم الرجل ولوح لها بمناديل الوادع وغادر قطاره محطاتها بغير رجعة ، بعد سنوات من الغياب والنسيان بحث عنها في دفاتر قلبه القديمة اكتشف ان نبضا منها لا يزال يشتعل، لحظتها لعن سنسفيل قلبه القاسي ، سأل نفسه كيف يمكن ان أعتذر لها بعد كل هذه السنوات ،؟ بدأ يفكر في طريقة توصله إليها ، ضغط على كافة ارقام جوالاتها القديمة جاءته للأسف من الطرف الآخر أصوات لم يعهدها من قبل ، أصوات متحشرجة لرجال ونساء ، اعتذر لهم ولم يقل انه يبحث عن إمرأة ضاعت منه في زحام السنين ، مرة أخرى جلس يفكر وقال في نفسه يآآآآآآآآآه كان يتوجب مني الاغلاق عليها بالضبة والمفتاح كما هو الحال في الكثير من الاغاني الرومانسية التي يصرخ فيها الحبيب إمام حبيبته انه ادخلها إلى عتبات قلبه واغلق عليها كافة المنافذ ، تذكر في تلك اللحظة اقفال العشق والغرام التي يؤمن بها الإنسان في الغرب وكيف ان العشاق يعلقونها على اسوار المدن التاريخية أو الحواجز المعدنية للانهار لإعتقادهم ان مثل هذه السيناريوهات تحفظ الهوى من الشتات واصابع الزمن ، فضلا حكاية الرجل الذي اضاع حبيبته في زحام السنين تذكرني بقصة رجل صيني احمق قطع اضان حبيبته باسنانه لانه يحبها ، الله يخيبك إيه ده كلب سعران ، المهم حكاية الصيني السعران تتمثل في ان حبيبة قلبه أطلقته عكس الهواء فبحث عنها في كل مكان واخيرا وجدها تتعشى في مطعم مع حبيب آخر ، الرجل وقف على عتبة المطعم وطلب منها العودة إليه غير انها سخرت منه ومدت له لسانها ما جعله يقفز مثل النمر ويكمش في (اضانها) اليمنى بأسنانه ويقطعها ، عموما كل هذه الحكايات عن العشق توصلنا الى ضرورة ان يترك جميع المشتغلين بالشأن السياسي والحركات المسلحة السودان الوطن في حاله نعم في حاله ، عليهم تركه ان كانوا فعلا يحبون السودان ، هذه دعوة صادرة من القلب ، اتركوا الوطن ان كنتم تحبون هذا الكيان ، كما ترك الرجل حبيبته لانه يحبها ويخاف ان يخذلها . ولا تكونوا يا أصحابي مثل الرجل الصيني الذي قطع بأسنانه أضان حبيبته ، يعني بالمفتشر أفعالكم سوف تقطع السودان مليون حته ، روح أقولك إيه ، سيف يقطعك نصين .