قطع والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر بعدم إمكانية معالجة غلاء الأسعار والتدخل المباشر لدعم السلع الغذائية بالأسواق واتخاذ قرارات فوقية أو جانبية لمعالجة الغلاء في ظل سياسة التحرير الاقتصادي وتحرير الأسعار التي تنتهجها الدولة، وأعلن الوالي عن سياسات جديدة وترتيبات وشراكات بتقنيات أجنبية يظهر أثرها بعد أشهر لتحقيق الوفرة في بعض الأغذية وزيادة المعروض من السلع في الأسواق خاصة الفراخ واللحوم، واعتبر أن الحل الرئيسي لقضية الغلاء في الأسعار يكمن في مساهمة الحكومة في تحقيق الوفرة لإنزال الأسعار والتدخل ببعض السياسات، مشيراً الى أن ولاية الخرطوم لديها برنامج متكامل لمجابهة غلاء الأسعار. في الأثناء وجه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير حكومة ولاية الخرطوم بالاهتمام بخدمات المواطنين والمياه والمواصلات، وحث البشير والي الخرطوم بانتهاج الأساليب العلمية في القضايا ذات الصلة بالمواطن والمضي في تجربة البصات الحديثة بأساليب علمية، ووجه الخضر إنذاراً لأصحاب الحافلات ووسائل النقل الصغيرة بعدم السماح لهم باستخدام أية مركبة صغيرة لنقل المواطنين في ولاية الخرطوم بعد انتهاء المدة المقررة التي كشف عن أنها تتراوح بين (3 - 4) سنوات، وأضاف: (هذا إنذار لأصحاب الحافلات للدخول معنا في الباصات منذ الآن) واعتبر الانتقادات والتهديدات التي توجه لمشروع المواصلات الجديدة والتهديدات من قبل أصحاب الحافلات بالإضراب واقتحام المواقف من شاكلة الحديث (الما راكب عدلو) - بحسب تعبيره - وتعهد الخضر في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس البشير بالقصر الجمهوري أمس (الاحد) بالموافقة بمنح تصديق لأي جهة أو شركة أو أصحاب الحافلات حال تقدمهم بطلب لإنشاء شركة شبيهة بشركة الخرطوم للمواصلات، مشيراً إلى المبدأ الأساسي في المشروع نقل المواطنين بمن فيهم أصحاب السيارات الخاصة بسعات نقل كبيرة ومريحة تحترم إنسانية المواطن وليس الصراع مع أصحاب الحافلات، وكشف والي الخرطوم عن وجود (700) ألف سيارة خاصة داخل ولاية الخرطوم ونبه إلى أن سكان الخرطوم يقدرون ب (5.5) ملايين نسمة وسيارة مقابل 8 - 10 مواطنين، وقال إن الحكومة تنظم المواصلات في أي بلد في العالم وتفرض رؤيتها ومنطقها ولا تتركها للأفراد بل إنه يتوجب على المواطنين تنفيذها لأنها في مصلحتهم، وأقر بوجود خلل في منهج العمل الدائري للبصات بسبب قرار إيقافها في منطقة وسط السوق العربي، ونفى الخضر أن يكون إبعاد البصات من الموقف بالخرطوم بسبب احتجاجات أصحاب الحافلات وأرجعه لمنع تكدسها في أي مكان وجعلها في حركة دائرية، وأضاف: نحن حكومة ودولة ولا ننافس المواطنين أو سائقي الحافلات، ووعد بمراجعة كافة الشكاوي في ارتفاع التذاكر والمسارات والمحطات حول البصات الجديدة بعد انتهاء فترة التجريب وتغييرها، وقال إن ارتفاع التذكرة مقصود لذاته والوضع في الاعتبار أصحاب الحافلات لأنه حال تم تخفيض التذكرة لن يركب المواطنون الحافلات - بحسب تعبيره. وكشف والي الخرطوم عن استهداف الولاية في خطتها لاستيراد (6000) بص، مشيراً إلى أن الولاية قررت الاستفادة من القرض الذي قدمه بنك الصادرات الإيراني بمبادرة منه في استيراد (220) بص مع أنه يمكن أن يجلب به (300) بص وأن الولاية قررت الاستفادة من بقية القرض في توفير (50) إسعافاً حديثاً ماركة (مارسيديس)، ونبه الى أن الولاية قررت عدم اللجوء إلى شركة واحدة من البصات والتنويع بثلاث تقنيات لشركات مشهورة والاستفادة من التجارب في استيراد الطيران والسلاح لتفادي عدم الدخول في مشكلات المقاطعة أو العقوبات التي تتعرض لها دول العالم.