{ شهران ونيف تفصلنا عن الحدث الكبر ومن التاريخ المصيري ومن الإجابة على السؤال الكبير: هل سيبقى السودان موحداً أم سينقسم؟ فمن يملك الإجابة على هذا السؤال؟ قطعاً ليسوا هم السياسيين ولا شركاء الحكم ولا النخب والصفوة هنا وهناك. فالإجابة هي عند المواطن الجنوبي البسيط صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تقرير مصيره. { عليه، فالحدث هو حدث تاريخي وينبغي أن يكون الكل واعياً، شمالاً وجنوباً، فنحن أمام قضية كبرى ينبغي ألاّ يتفرج الناس عليها، وعلى مفوضية الاستفتاء أن تخرج للشارع السياسي وتضطلع بمسؤولياتها خلال هذه الفترة الدقيقة والحساسة من عمر البلد وأن تدفع بالبرامج الهادفة وتمتص كل الشحنات السياسية السالبة والموجبة لتدفع بالموجبة وتقضي على السالبة. والسالبة هنا واضحة؛ فهناك دول وجماعات ضغط ولوبيات وأهداف استعمارية حديثة تسعى جاهدة لخطف القرار السوداني هنا. ولذلك فلابد من مناعة ومحصنات من كل ذلك وهذا لن يكون ولن يتأتى إلا بالوعي الجماهيري وتعميق مفهوم الثقافة والتعضيد على الممسكات الوطنية. { وفي سياق الحديث عن الوحدة نقول إن السودان هو جغرافية سياسية متربعة على مليون ميل مربع في قلب أفريقيا وهو بداية حضارية لأفريقيا، ومن هنا يحتل السودان هذا المركز الجغرافي العظيم، ولهذا لابد من النظرة الموضوعية والضرورية في هذا الأفق، هذا بالإضافة الى أن السودان هو جغرافية سياسية محاطة بجوار جغرافي وإستراتيجي هي تسع دول مستقلة وذات سيادة مما يؤثر على السودان في ما يتعلق بالتوترات والضغوطات في هذا العالم من ناحية جغرافية وإستراتيجية. { فالسودان هو عظيم من حيث تاريخ شعوب المنطقة، فالسودان صار سوداناً ومتوحداً قبل أن يُعرف بذلك في العام 1956م، فالسودان إذن له بُعد تاريخي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في حالة المطالبة بالمحافظة على وحدته، كذلك السودان من حيث الحضارة أيضاً كان بوابة للحضارة منذ قبل التاريخ وأخد الإيجابيات من كل الحضارات، إذن فهو بعد حضاري عظيم انفتح على العالم. { من كل هذا نقول يا أهل السودان وخاصةً أبناء الجنوب عضّوا على وحدتكم بالنواجز، فالانفصال كان ولا يزال هو دعوة غير الواثق وغير المناضل؛ فالشخصية الواثقة والمناضلة هي التي ترتفع بنفسها فوق المرارات وتخلق منها انتصارات.