فتح مجلس الأمن الدولي باب التكهنات أمام المحللين السياسيين بعد أن أعرب عن قلقه الشديد حيال «الحوادث العسكرية» بين شمال السودان وجنوبه قبل (22) يوماً من إجراء الاستفتاء، بالإضافة إلى انتظار قرار المحكمة الدستورية حول طعون قانونية في تسجيل الناخبين. وتتهم الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بوضع عراقيل أمام قيام الاستفتاء، ولكن قيادات بارزة في المؤتمر الوطني بعثت برسائل عديدة بأنها ستعترف بنتيجة استفتاء حر ونزيه لحق تقرير المصير الذى يعتقد على نطاق واسع أنه سيقود للانفصال. وكان رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة (الان لو روي) قد تحدث عن «توتر متفاقم على الأرض» وحذر من أن «أي حادث قد يؤدي إلى عرقلة عملية السلام بمجملها في السودان». وأشار إلى قلق مجلس الأمن «العميق» من عدم وجود اتفاق حول أبيي. وقال مستشار وزارة الإعلام، ربيع عبدالعاطي، القيادي بالمؤتمر الوطني، ل (الأهرام اليوم) أمس (الجمعة): إن «عملية الاستفتاء ليست مقدّسة، هنالك ظروف تفرض نفسها للتأجيل وهو أمر لا مفر منه، مخاطر الأمن وعدم الاستقرار أكبر، لذلك أقدم سلامة الناخبين في الجنوب على الإجراءات السياسية.» وتشير تقارير صحفية إلى تجدد الاشتباكات العسكرية في ولاية جونقلي بين الجيش الشعبي ومنشقين عنه بقيادة العقيد ديفيد ياو ياو، وتمرد الفريق جورج أطور على حكومة الجنوب وكذلك العميد قلواك قاي ومايكل كور شول فى ولاية الوحدة المنتجة للنفط. لكن رئيس هيئة الأركان السابق بالقوات المسلحة الفريق ركن محمد زين العابدين قال ل (الأهرام اليوم): إن تأثير المنشقين على الجيش الشعبي محدود ولا يؤدي إلى تأجيل الاستفتاء فى كل الجنوب. وقال زين العابدين، الذي شغل منصب سفير السودان بالسويد: «لا أعتقد أنه من الصالح أن تكون هنالك صراعات، وبعض المليشيات فى الجنوب قد تستغل ظروف الاستفتاء وتوسع من نشاطها العسكري، ولكنه لن يكون مؤثراً على الاستفتاء»، وفي ما يتصل بقلق مجلس الأمن الدولي أوضح الفريق زين العابدين أن العالم متخوف من أن تعرقل الحكومة إجراءات الاستفتاء، وقال: «ليس من مصلحة الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني عرقلة الاستفتاء» ونبه إلى أن هنالك دولاً لديها رغبة فى وقوع توترات عسكرية بين شمال السودان وجنوبه تمنع عملية التصويت من أن تسير بصورة طبيعية. ومما يزيد من احتمال تأجيل الاستفتاء هو عدم اتفاق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والجنسية المزدوجة والديون الخارجية وعائدات النفط وحل مشكلة أبيي، ورفض الشريكان مقترحات أمريكية بخصوص تحديد الناخب الذى يحق له التصويت فى استفتاء أبيي. وقال نائب رئيس المجلس الوطني عن الحركة الشعبية أتيم قرنق ل (الأهرام اليوم) أمس الجمعة: «ليس هنالك قوة فى مقدورها أن تعطل الاستفتاء، والجيش الشعبي لن يستجيب للاستفزازات، ونحن لا نريد حرباً ونريد أن يقوم الاستفتاء في موعده، ومن يلجأون للمحكمة الدستورية يمارسون التهريج السياسي.»