{ في حفل بنك التضامن الإسلامي منذ يومين، لم يملك المطرب الضخم علي إبراهيم اللحو إلا أن يبدأ، كما بدأ الآخرون، بالبسملة ثم الصلاة والسلام على رسول الله، ثم مدح الرجل، قبل أن ينتهي إلى «تمساح دار كلي»، وكان الحفل يصفّق للمتحدثين، فلمّا انتهى اللحو ناشد الحضور بأن «يصفقوا له»، لكني أشهد «للرجل اللحو» بأنه المطرب الذي جعل «شيوخ الإسلاميين» يخرجون عن وقارهم، الإسلاميون الذين يطربون جهراً لسيد قطب ويقرأون سراً لعلي إبراهيم اللحو، (الله يجازيك)!، أو قُل، جزاك الله خيراً! { انتظر بعض الوقت ليكتب الزميل القاص نبيل غالي على حين «لحظة مزاج صاخبة»، ويوم أن يكتب توشك أن تغني عن (فرير دمور المسّخ الأرياح) أو (العجب سبعين كان تفك الحد). الأستاذ نبيل علّق بالأمس على كتاب (سيدة قصر قرطاج)، ليلى الطرابلسي، أرملة السلطة التونسية، زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، للكاتب الفرنسي نيوكولابو، وذلك تحت عنوان (هوي يا ليلى هوي)، وبدا كما لو أن مقاله كان بمثابة (سودنة) لفرنسية كتاب سيدة قرطاج، الذي قال عنها إنها كانت «أقوى من الدستور التونسي»! أي أن ليلى الطرابلسي كانت أقوى من دستور بلادها، السيدة الأولى والدستور الثاني! { من فرط تدفُّق مصطلحات الثورة العربية الراهنة واسقاطاتها على خارطة تفكيرنا، نوشك أن ندخل إلى «حالة تصريف المقالات»، الحالة التي تقابل «حكومة تصريف الأعمال»، كما لو أن «شرعية أقلامنا» هي الأخرى تدخل إلى مرحلة انتقالية، وننسى في لحظة ثورية أن مقالاتنا وأقلامنا تكتسب شرعيتها من حالات انتخاب يومية، عندما يذهب القراء طوعاً للمكتبات كل صباح ليجددوا انتخابهم لنا بميدان أبو جنزير، ولئن كانت صحيفتنا توّزع أربعين ألف نسخة، فيفترض أن كُتّاب الصحيفة يتحركون في (طرقات الثورة العربية)، بحمولة أربعين ألف طن من القراء، إذن.. هذا هو ثُقْل شرعية أقلامنا، ما أثقلها من شرعية، وما أعظمها من مسؤولية!. { «قرر رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك تخليه عن السلطة»!، العبارة التي تدفقت بعدها الأشجان والجماهير والاحتفالات، ويفترض أن الجماهير هي التي تخلّت عن رئيس الجمهورية، ألم أقل لكم إن ثوراتنا تُسرق، فالذين نهبوا ثرواتنا هم ذاتهم الذين يسرقون ثوراتنا الآن، وعجب لدعوات بعضهم التي تنشط هذه الأيام وهي تدعو صراحة «لتكريم رئيس الجمهورية» محمد حسن مبارك الذي تخلّى عن السلطة، وبالمناسبة السيد مبارك ليس «مطلوباً للعدالة»، وهو الرجل الذي وفّر كل ضمانات السرقة والثراء والفساد للذين يساقون للمحاكم الآن! وذلك وفق القانون والدستور. { لما سألنا عبدالباسط سبدرات، بأن الحركة الشعبية قد قررت إرجاء المظاهرات إلى يوليو، موعد انتهاء العقد مع المؤتمر والشمال! قال صاحب (رجعنالك رجوع القمره لوطن القماري)، قال (كتّر خيرهم فأبو القُنفد قال هناك فَرَقَة بين سلة السكين والضَّبِح)! مساكين هؤلاء الذين يُقرر تحركاتهم السيد باقان «أمير الجنوب المُفدّى» والأخيرة من عندي! وسبدرات نفسه قال أمام محكمة الأهرام، أنا الذي أخرجت طه القرشي من المستشفى، وحررت حليمة من بيع اللبن، وأنا الذي أثبت براءة «محمود الكذاب»، لما كنت وزيراً للتربية والتعليم! ولما واجهنا الرجل، إن كانت له رغبة في (الرجوع) لوطن الوزارات، قال أنا شغلت وزارات التربية والعدل والإعلام والاتحادي و...الخ، ولم تبق إلا وزارة الثروة الحيوانية، وماذا ستضيف لي هذه الوزارة المتبقية! سبدرات قال شهادته التي يختصم الناس حولها ويصطلحون، وانصرف.. (قال إيه.. قال لا أبصق على تاريخي).. أو كما قال.. أنا سعيد بصداقة «سبدرات ما بعد الوزارات» حتى لا تكون هنالك شبهة، (هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه). { مخرج.. وأقمار العروش تتأرجح، أُهدي هذا النص: طِلْ يا ليل أو لا تطِل.. لابد لي أن أسهركْ لو بات عندي قمري.. ما بِتُّ أرعى قمركْ