وصلت إلى بريدنا رسالة رقيقة من الأستاذة «أنسام رياض المعروف»؛ وهي إستشارية أسرية والمدير التنفيذي لمركز بداية النجاح للتدريب والتطوير «الخرطوم بحري». الرسالة عقبت على ما كتبناه عن اليوم العالمي للمرأة، حيث جاء عنوان مقالنا (يا الباشا الغشيم قول لجدادك كر)، وها نحن نفسح المجال للرسالة كما هي مع تعقيبنا. الأستاذ الصحافية الرائعة؛ رقية أبو شوك - صحيفة «الأهرام اليوم» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسجل إعجابي بمقالك الرائع عن المشاكل الأسرية والعائلية، الذي كان عفوياً وصادقاً بكل تفاصيله، وأنا أعجبت بالمقال لكوني مرشدة أسرية وأبحث في موضوع مشاكل الأسرة بين الأزواج وكذلك في تربية الأبناء، بارك الله فيك. وتمنياتي بالتوفيق أنسام رياض المعروف { من المحرر: أشكرك جداً أختى الكريمة «أنسام» ونتمنى أن تزول كافة المشاكل الأسرية بين الأزواج لنعيش في حب ووئام ورحمة ومودة كما دعانا الله سبحانه وتعالى، فالمودة في سن الشباب وبداية الحياة الزوجية، أما الرحمة فالحوجة إليها أكبر لكون الأزواج أصبحوا في عمر، هم بحاجة ماسة للرحمة فيه، فنسأل الله الرحمة والمودة لكل الأسر التي ستنعكس على تربية الأبناء من أجل خلق جيل معافى من المشاكل.. فالمشاكل الأسرية تنعكس على أخلاق وسلوك الأبناء وتؤثر في التحصيل الأكاديمي لتخلق أبناء تحفهم المشاكل من جميع الاتجاهات، أبناء ذوي عطاء قليل يؤدي الى تدميرهم، لذلك نتمنى أن تأتي بحوثكم في تقليل نسبة المشاكل أو إنهائها. وما دام الحديث عن الأسرة كان لابد لنا أن نحيي «الأم» ونحن نحتفل بعيدها، الأم التي قال عنها سيد البشرية «قال أمك، قال ثم مَن قال أمك، قال ثم مَن أمك». الأم التي حملتنا «وهناً على وهنٍ»، سهرت الليالي من أجل أن ننعم بالصحة والعافية، فالجنة تحت أقدامها. «قَبِّل قَدَم أمُك وبه تَبَرَّك بِرْ والديك لكي ابنك يَبرَّكْ» هكذا قال لنا البرعي السوداني وهو يحدثنا عن بر الوالدين، فعندما تبر والديك سيبرك أبناؤك، وهنالك قصص عديدة تحكي عن عقوق الوالدين وكيف أنه انعكس على الأبناء، فالله سبحانه وتعالى قال «لا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً» و«اخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً»، فالقرآن الكريم علمنا كيف نعامل والدينا وهكذا. فالأم السودانية لها صولات وجولات في بناء الأمم، فالأمم القوية ساهمت في قوتها المرأة لأنها خلقت أجيالاً قوية ومشبعة بحب الله والوطن، فعندما تحب الله ورسوله تنزل عليك بركات من السماء والأرض وتساهم أنت في بناء أمة قوية غير هشة، وتساهم أيضاً في بناء اقتصاد وطنك الذي تشبعت بحبه، حيث غرست هذا الحب الأسرة أولاً.. لنغني بعد ذلك للشجعان والفرسان التي كانت وراءهم امرأة، ف «أم سماح» الذي ذكرها الشاعر كانت سبباً مباشراً في أن يكون لشقيقها رأي وفهم: نغني لود القبائل سيد الرأي والفهم أخوك يا أم سماح ولداً راسي وأصم وهنالك خال فاطمة «المدرج العاطلة» وأكيد فاطمة وأم سماح ساهمتا في التكوين المتين لشقيقيهما، ولا ننسى كذلك الصحابيات الجليلات اللائي ساهمن في إرساء دعائم الإسلام عبر القرون والحقب التاريخية، «نسيبة بنت كعب» و«خولة بنت «الأزور» و«الخنساء» و«سمية بنت الخياط» و«رابعة العدوية»، وقبل هؤلاء نساء النبي عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم. وتحية خاصة لكل الأمهات في عيدهن، ونذكر الأم التي كتبت شعراً وهي تنتقد من سرق «القرش» الذي كان يتقلده ابنها «عبدالمنعم» حيث تنحدر من الشمالية وهي والدة الشاعر المعروف «محمد بادي» قالت في «القرش»: القريش الشالو ينضر ويبقى سراق أشك الخبر وينفضح في سوق (المقل) وتواصل وتقول: أنا ما هاميني (القريش) (علا) قل الحسبة (مو) زين فسوق (المقل) هنا كان من أكبر أسواق الشمال في ذلك الوقت.. وكل عام والأم بخير