كامل أحمد محمد، أم درماني صميم، من مواليد العاصمة الوطنية أول ثلاثينيات القرن الماضي، وكان مولده في حي الشهداء، ثم انتقلت الأسرة إلى ودنوباوي، ثم في أول الستينيات إلى الثورة الحارة الأولى جاراً لأصحابه لاعبي المريخ برعي أحمد البشير والجنيد صافي الدين ومحمد عبدالحليم. وفي أيامه في حي الشهداء كان جاراً وصديقاً للاعب المريخ ومدربه ولاعب المنتخب الوطني منصور رمضان، وهو المدرب الذي في عهده حصل المريخ على المجموع الكامل في الدوري العاصمي، فقد فاز في كل مباريات الدورتين الأولى والثانية، وكان ذلك في الموسم الكروي 70 - 1971م عندما كان يلعب للمريخ مجموعة من أحرف اللاعبين الذين عرفتهم الملاعب السودانية، من أمثال بشارة وبشرى وهبة وكمال عبدالوهاب ومن خلفهم الحارس عبد العزيز عبدالله، الذي حرس مرمى المنتخب الوطني في مسابقة الأمم الأفريقية بالخرطوم عام 1970م، وهي المرة الوحيدة التي فاز فيها السودان بهذه المسابقة، وكانت قبل عام 1970م أُقيمت في الخمسينيات مرتين في الخرطوم، ولم يفز بها السودان، رغم أن منتخبه الوطني كان يضم أساطين الكرة السودانية، من أمثال صديق منزول وبرعم وقرعم. كامل أحمد محمد مريخابي على السكين، إلى درجة الشروع في تأليف كتاب عن لاعبي المريخ خلال الخمسينيات، ونأمل أن يرى هذا الكتاب النور قريباً، وهو من قدامى البريديين، وما أدراك ما قدامى البريديين، فقد كان حضورهم عشرينيات القرن الماضي كثيفاً في جمعية اللواء الأبيض التي هزّت مضاجع الاستعمار البريطاني عندما كانت بريطانيا تحكم نصف الكرة الأرضية ومنها السودان. ثم كان البريديون في ما بعد أصحاب حضور كثيف أيضاً وأنيق في الشعر الغنائي السوداني، وكان منهم الراحل مصطفى سند وصاحبنا العزيز عبدالله النجيب «شاعر العيون» ومحمد يوسف موسى. وزارني في البيت قبل يومين الأمدرماني المريخابي البريدي كامل أحمد محمد، ومازال مهتماً بتلك المحاور التي دارت حولها حياته، أم درمان والمريخ والبريد، وكان يحكي بكل الشوق عن ذلك الزمن الذي لن يعود، وقدم لي بعض ما كتبه عن بعض الأم درمانيين الذين كانوا معالم في حياة العاصمة الوطنية من النواحي الاجتماعية والكروية، ومنهم الراحل عبدالرحيم عثمان صالح، أحد كبار رجال الأعمال ونجل عثمان صالح سيد الاسم الكبير في اقتصادنا الوطني وتجارتنا المحلية في النصف الأول من الخمسينيات، ووالد زميلنا الدكتور عصام المقيم باسكتلندا، وكتب كامل عن الراحل الفاضل أب أحمد لاعب الهلال والمريخ وعن فرنه الشهير بحي الرباطاب الذي طالما التقى فيه بعض رموز أم درمان ونجومها، وكتب عن الصيدلي المقدم سيد المبارك الذي استشهد في بيت الضيافة بالخرطوم في يوليو 71 وعن الراحل كمال سينا، وكانوا جميعاً أصحابه. وإذ نشكر كامل أحمد محمد فإننا نتمنى أن تجد كتاباته حظها من الذيوع والانتشار.