{ وانكسر غصن خريطة الوطن جنوباً. { وكان (طائر الشؤم) يحلق في الفضاء وهو يطلق صرخاته.. { صرخات الانفصاليين الذين لم ولن يوجعهم ضميرهم.. {انفصاليو الجنوب والشمال الذين لا يحدقون إلا تحت أقدام النعرات العرقية والعصبية.. { من قال إنها رغبة (شعب) الجنوب فقد كذب.. { ومن أفصح أنها إرادة (شعب) الشمال فهو حاقد.. { لا تدمع العين إنما يدمع القلب.. { وصديقنا (منقو زمبيري) بعد اليوم ما عادت تجري بذكرى نشيده ركبان الطلاب.. { وكان منقو ينتحب وهو يردد: (منقو قل لا عاش من يفصلنا).. { والانفصاليون يرددون: (عاش من يفصلنا.. عاش من يفصلنا).. { وأطالع في السجل الإحصائي الذي قمت بإعداده عن القصة والرواية السودانية لأكثر من نصف قرن من الزمان. { وقد احتوى على نصوص قصصية وروائية لكتاب جنوب الوطن.. { فهل أشير إليها بعد ذلك في هامش أنها لكتاب (كانوا) جنوب وطن؟! { وعلي المك الأديب الموسوعي رحل وترك في مختاراته من الأدب السوداني قصة جوناثان ميان نقوين (محاكمة السمكة الكبرى) على أنها نص من جنوب الوطن.. رحل قرير الروح وترك وطناً بحجم مليون ميل مربع.. ونصاً قصصياً حفر جذوره في خارطة مدهشة. { والناقد المهاجر معاوية البلال يصدر كتاباً في العام 2002 بعنوان: (كتابة الجنوب وجنوب الكتابة)، مقدماً نماذج في القصة القصيرة ل(15) كاتباً جنوبياً كإحدى تجليات الأدب السوداني.. ومعاوية في مهجره لابد أن يثيره شجن وأشواق ما أدرجه من كتابة جنوبية في حركة الإبداع السوداني عامة. { وفي كتابه: (القصة القصيرة في السودان) الصادر قبل خمس سنوات للكاتب والأديب المصري فؤاد مرسي لم يستطع أن يتجاوز نماذج مختارة من (الجناح الجنوبي)، ومنهم فرانسيس دينق وجاكوب أكول وميك كلينسون وستيلا قايتانو.. { وهذه الأخيرة الرائعة ستيلا ربما ينتابها الإحساس الآن بأن البحيرة ليست هي التي بحجم ثمرة الباباي إنما هو الوطن الواحد الذي أصبح بحجم ثمرة الباباي. { وفي هذا اليوم هناك بالجنوب يذبحون الذبائح لرفع علم (استقلال) في خريف هذا العام ليقدموا ولائم (ما قبل المطر) و(أولير) في نصها القصصي يأخذه النهر بعيداً عن أنشودة المطر. {وذاك الشاب جون أورليو أوكج، يطل عليّ في يوم قبل سبع سنوات تقريباً وهو يخصني بنصوص قصصية له لأقوم بنشرها بصحيفة (الحياة السياسية) آنذاك (إن صلحت) على حد قوله.. وقمت بنشرها تباعاً مما شجعه على أن يصدرها في كتاب حمل عنوان: (إضاءات على جسد الموت)، فهل مضى مع من مضوا دون أن يشارك في أي احتفالية وداع. {و(أجوك.. طفلة المطر) عند القاص عاطف عبد الله أما زالت تستمتع بقراءة الطيب صالح وتستشهد بشعر جماع والتجاني يوسف بشير؟ إن الوعي يتأسس بأن الأغراب عن الأرض هم أغراب عن الوطن! { وينتحب القلب يا جنوب في هذا اليوم الذي ليس ككل الأيام!!