لا تبدو مشاكل الأطفال في السودان كافية حتى تنهض الألعاب بخطر كبير لمواجهتهم في عقر خيالهم ولهوهم البريء.! والثلاثاء الماضي نشرت صحيفتنا الموقرّة ومن إنتاج قسم التحقيقات، وإخراج الصحفية الناشطة (نهال خالد) تحقيقاً موسعاً عن لُّعب الأطفال المحظورة عالمياً ومباحة سودانياً! وخطورتها في إصابة الأطفال بداية بإصابات تعالج في قسم الطوارئ ونهاية بالسرطان وهو عبء تجفل منه حتى الحكومة وتتركه لسماسرة المجتمع المدني!. من ندين في جريمة فقء عين طفل بسبب انفجار بارود معد كذخيرة إضافية لمسدسات لعب ويباع (عادي) في المحلات التجارية؟ والأطفال لا يفرقعونه من خلال فوهات المسدسات إنما من خلال وضعه على حجر وضربه بآخر ليدوي بشكل أكبر في منتصف نهار الحلّة. لا نستطيع أن ندين أحداً. أسرة الطفل التي لم تر غضاضة في منحه خمسين قرشاً يقضي بها فترة لهو ولعب خارج المنزل مع أقرانه.. أم التاجر أم المواصفات وحماية المستهلك و.. إلخ، كلهم بعيدون عن مسرح الجريمة. والجريمة الحقيقية، تتمثل في ردّ التاجر (فرح محمد) على سؤال (نهال) الذكي (اللعبة دي أصلية؟) مفجعاً برده، إذ قال (هي لعبة كيف يعني تكون أصلية؟). حسناً، هو يمارس الأمر على أنه تجارة فقط ولا علاقة له بأمر السلامة والمطابقة هذا. وهذا حال كثير من التجار وحتى رجال الأعمال. الاختلاف الوحيد يكمن في أزيائهم ونعومة بشرتهم.! وإجابة مقاربة لرجل صناعة - ينتج مشروبات ووجبات خفيفة للأطفال، بسؤاله عن ارتباطها بانتشار الفشل الكلوي والتسممات لدى الأطفال قائلاً: (ده قضاء وقدر، علاقة (.....) اسم منتج لديه بسرطان في المخ شنو؟). إنّ شنّ هجوم على تجارة الألعاب وكل ما تحمله من مخاطر، قد يجدي على الورق، أكثر مما ينفع على أرض الواقع. فاللعبة مصدر إسكات للطفل كلما تراه باكياً في سوق أو إشارة مرور أو دكان، يلهيه لونها أو صوتها عن كافة الذي حوله. وصوت (نهال) المسكوب على الصحيفة يعد أيضاً صرخة داوية في شارع المجتمع منتصف نهار الحقيقة، لا يجب أن يلهينا لون الألعاب وصوت المال المُدخل للمراكز والجهات كضريبة أو دخل مضاف عن النظر مرتين في ما يأتي مخفياً داخل لُّعبة ذات صوت وشكل جذاب ومُحكم. والحكومة التي تنشئ ألف جهة اعتبارية من وزارة وهيئة ومراكز إلخ.. لشؤون الطفل.. وبمخصصات عالية وموظفين بكافة حقوقهم المادية والمعنوية، لا تسمع صرخات الأطفال المصابين ولا بكاء الأمهات وعجز الآباء عن توفير حياة سليمة لهم. لا تُنهك عيونها بقراءة التقارير والتحقيقات التي تخبر عمّا تخفيه الأسواق من ضرر وضرار للأطفال والدولة في الأطعمة والملبوسات والألعاب. وهذا لعب على مصلحة الدولة المالية والصحية دعك من الإنسانية لصالح أفراد تخلصوا من الضمير ذات رزمة ومنصب! وبما أننا نبدأ حياة جديدة بحكومة ودستور جديدين فعليها ألاّ تحمل ذات أخطاء وأعباء ورهق المشكلات القديمة خاصة في ما يتعلق بالطفل وبكافة شؤونه، فالحديث النظري المسكوب في الاجتماعات والورش، أن الأطفال عماد البلاد ومستقبلها هو واقع تعيشه كافة دول العالم.. تدقق به جيداً كي لا يمرٌّ عبر جمركها، زرّ لعبة يحتمل خطراً بسيطاً لطفل.. وهذا عكس ما يحدث هنا تماماً..! وفي تمام مزاج اللعب القديم كان للعيال الأطفال لعبٌ ساذجٌ وناعمٌ وآمن.. لدرجة اعتماده كمصطلح للأفعال غير المسؤولة.. لكن إهدار حياة كاملة لطفل بسبب لعبة خطرّة فاقدة لشروط السلامة والأمان متجاوزة لقوانين المواصفات، أو مٌستثناة منها، هل يمكن أن نسمّيه (لعب عيال)؟ حسناً،هذا سؤال لن تتكفل (نهال) بالتحقيق فيه!