وهو العنوان الكبير للفترة المفتوحة والمميزة التي قدمها التلفزيون القومي رابع أيام عيد الفطر المبارك، من تقديم الدكتور حمزة عوض الله، ومن إعداد وإخراج المتمكن «مجدي خضر مبيوع»، وربما كان الموضوع المطروح في حاجة لأكثر من الزمن الذي خصّص له، لما له من أهمية قصوى في المجتمع. فالحوار المفتوح مع العديد من المتخصصين في علم النفس والاجتماع، والعديد من النماذج من مختلف التخصصات تناول بشفافية كبرى مفاهيم «الاعتذار» و«الشكر» و«الاستئذان» في حياتنا كسودانيين، في محاولة للوقوف على الأسباب الموضوعية وراء تراجع هذه العبارات الحضارية، وما نعانيه من خلل في التعبير. وهل يعود ذلك بالضرورة للتربية والبيئة والموروثات الاجتماعية، أم هو يتعلق بسلوك فردي فحسب؟ وهل تشكلت مجتمعاتنا على ذلك وانتهى الأمر، أم أنه لا يزال هناك أمل في أن نتحول يوماً، إلى شعب مهذب ولطيف ولبق وحلو اللسان؟! { وقد تم خلال الفترة ربط هذا الموضوع بأبعاده الدينية من خلال كبسولات ضافية ومحْكمة اللغة والتفسير قدمها الشيخ الشاب «عبدالرحيم الركيني»، مع عقد مقارنات منطقية مع دول الجوار، والاستفسار عن ماهية الدراسات التي أُفردت للبحث في هذا السياق. { وقد خلصت الفترة التي جاءت تحت عنوان (لو سمحتو) إلا أننا يجب أن نعترف بوجود ذلك القصور الاجتماعي من حيث التعامل المفروض، وطرحت العديد من الحلول المؤقتة التي أعتقد أنها تحتاج للمزيد من هذه النوعية من الحوارات للوصول للأغراض والأهداف الإيجابية المطلوبة. فهل ننتظر من المخرج الكبير «مجدي مبيوع» والإعلامي البارز «حمزة عوض الله» الإسهاب في مثل هذه القضايا؟ نرجو منكما (لو سمحتو) التفكير جدياً في الأمر.. مع تقديري واحترامي. (2) دندن.. واطرب: وهو الترويج المصاحب لبرنامج (دندنات) على أثير الإذاعة «الطبية»، الذي قُدر لي لحسن الحظ أن أشارك في الاحتفال الكبير ببلوغه الحلقة رقم (100) واستعراض مسيرته العامرة بالضيوف المميزين من شعراء وفنانين ورجال إعلام ومجتمع بقيادة «الثنائي» الرائع الأستاذ الشاعر والباشمهندس «مصطفى ود المأمور» والأستاذ الموسيقار الكبير «أحمد المك»، اللذين درجاً على إدارة دفة الحوار والإبحار بالمستمعين حول شواطئ من الطرب الأصيل والكلمات النبيلة، مع كامل حرصهما على إبراز وجوه وأسماء ذات مواهب عظيمة غير أنها لم تجد الفرصة الكافية إلا بعد أن جلست إليهما في مقاعد صالون (دندنات) الحميم. { وربما أكثر ما يميز هذه البرنامج الإذاعي، تلك التلقائية والانسجام والروح الجميلة التي يتمتع بها الأستاذان «مصطفى وأحمد» التي تنتقل لا شعورياً إلى الضيوف ليخرج إلينا (دندنات) بشكل بسيط ومرح لطيف، الشيء الذي جعله يحقق نسبة استماع عالية جداً أكدتها ردود الأفعال الكبيرة التي تصل إلى البرنامج، وبشهادة أسرة الإذاعة «الطبية» التي لا يفوتني أن أعرب عن تقديري واحترامي لجميع أفرادها لا سيما الرائعة «حرم شيخ الدين» الإدارية الناجحة التي تدير الإذاعة من خلف المايكرفون إلى جانب المتميز المختلف مبنى ومعنى «محمد حبيب» صاحب (الفوانيس) الرمضانية الوضيئة، والباشمهندس «يسرا علي» التي ضلت طريق الغناء إلى (ديسك) المونتاج. والتحية كذلك للجميلة «أفراح عصام» التي أعطتني معنى جديداً للحياة الزوجية والتعامل الراقي بين الزوجين، ولكل من شارك في تلك (العيدية) الحية الممتعة. وأخص بالتحية صاحبة الصوت الآسر «سارة مهدي» ورائدة الرياضة المذيعة «رويدا ميرغني» التي أضفت على الجلسة مذاقاً آخر بطعم قالب الحلوى الكبير الذي ساهمت به إلى جانب حلوى (دندنات) وحلو« «د.منى إسماعيل» حرم الأستاذ «شفيف البوح» ود المأمور. واهتمام «أفراح عصام» بالتفاصيل كسيدة بيت ممتازة، ليخرج (دندنات) في ذلك النهار بحلقته (المائة) عبر أثير «الطبية» ويدخل طرباً أصيلاً إلى قلوب جميع المستمعين شعراً وأنغاماً. وكل عام والجميع بألف خير. { تلويح: العيد.. فرحة، قد لا تكتمل أبداً دون الآخرين، فكل عام وأنتم (تامين ولامين).