{ يدهشني حقاً هذا الرجل الذي يسكن في كل خلية ونبض مني، يسكن عنوة دون أن يسأله أحد عن أوراق الدار، ويأكل من ماعون الروح طعاماً لا يصنعه طباخ في العالم أجمع، ويسافر دون تذكرة سفر أو جواز مرور، يترحل بين الأعماق وليس ثمة إشارات مرور، لا أحد يبصر كيف يبعثرني هذا الكائن. { يرعبني هذا الجبن الذي يمتلكني لحظة ظلمه، فأنا امرأة أتقن فن الرد ولكن أمام صوته لا أتقن سوى الصمت! وأنا يصافحني جميل الكلام قبيل بزوغ كل فجر ولكنه يغادرني بعد أن نلتقي بقليل؟ فماذا تراني أفعل وماذا أقول؟ { ريفية أنا تعلمت منذ نشأتي عفوية الذات والبساطة المطلقة، واتخذت من تقاليدي ما استطعت، وغذاني العرف بما اشتهي، فالأنثى لا يخرج صوتها إلا بمقدار ما يسمع، والأنثى لا تمارس غير السكوت في حرم انهيار الرجل بوابل من الكلام بصوت يعلو حتى يعانق السماء!! { يا لغبائي!! أي أنثى أنا؟ أنا الآن لست سوى «دمية» لا تعرف هي نفسها كيف تدار، ليس هذا فقط، بل اختلط بداخلها رموز تفعيلها وازدادت تعقيداً. { جميلة هي لعبة «الثعبان» التي تجلس في غرفة الألعاب بهدوء تام، وحينما يغزو تلكم الغرفة الفسيحة، وتفضي بسرك لها، فيمنحك الثعبان شرف أن تلتهم أحزانك وهمومك عندما يلتهم طعامه، وكأن ما تمنحه اللعبة من طعام إضافي هي آلامك التي تعترض طريقك فجأة فتسارع في التهامها دون تردد، وحينما يموت الثعبان تتعلم منه إمكانية المحاولة دون أن تخشى مساس الكبرياء!!. { ورغم أنف الزمن المشاكس أظل أترقبك كلما أطلت الشمس من نوافذ الشرق وانتشت طرباً لملاقاة وجه الأرض!! وسأظل أهتف كلما طرق الباب طارق تراوده فكرة امتلاكي دون جدوى أن ترفق أيها الآتي فإنى قد مضيت إلى الذي أهواه منذ مشيئة الله البقاء وانفض غبار الحلم عن عينيك خبئ عشقك الممنوع في هذي الحقائب وانزوي عني فإني بعت قافيتي وأغنيتي وصوتي والمشاعر كلها سلفاً ونذراً للذي لا غيره رتبت أغنية ولا أديتها لحناً ولا هذا الجنين البكر في رحم انفعالاتي استجاب لغيره يوماً ولا نطقت بنات الشعر اسماً غيره أبداً ولا امتدحت سواه. { إني أنا أنثاه فارحل صامتاً أبداً ورتب في قصيّ الدهر فوضى ما ستحدثه الأماني التي علقتها بمجر كبش ما، ودع عندي وعوداً قد وعدت بها الذين تبوأوا بمجالس الصدق استحالوا أن أكون لغير هذا الآدمي الذي ما يزال يمارس التغيير في عرفي ويحرمني الحياة! أني أنا أنثى لحين خروجه مني فقط!؟ { فيا هذا المسافر في حبال الجوف في عصب الرؤى في ذبذبات الصوت في سيل العرق شيّع إلى قبر الحياة فجيعتي أبداً.. وعلمني الأرق!!!.