تحياتي وتقديري.. وأستميحك عذراً في أن أستعير مساحتك المقروءة اليوم لأكتب عن معاناتي الشخصية في عالم السيارات وأحكي لكم حكايتي المحزنة مع سيارتي العزيزة التي قدر لي أن أصطفيها من بين جميع السيارات ليكون حظي العاثر هو رفيقي الدائم في ذلك الاختيار الذي اتضح لي تماماً أنه لم يكن موفقاً والحمد لله. وقد بدأت الحكاية بأن وقع اختياري على شركة سيارات معينة لما لها من مزايا كثيرة في عرضها المغري الذي كان في ظاهره (رحمة) لنا ولكن أصبح في باطنه كل العذاب. فتلك الشركة الموقرة تفتح أمامك الباب على مصراعيه لتتورط في شراء سياراتها الصغيرة القادمة من إحدى دول شرق آسيا المنفتحة على الاقتصاد العالمي بكل ثقلها. ورغم تحذيرات الخبراء آثرنا التعامل معها على اعتبار أنها تلائم وضعنا الاقتصادي البسيط، فالشركة المعنية تتعامل بالبيع بالأقساط وتفرض مقدما مناسبا مع أقساط شهرية ملائمة, وتلتزم بالصيانة الدورية داخل ورشتها الخاصة علماً بأن هذا النوع من السيارات ليست لديه قطع غيار في السوق ولا يمكن صيانته والتعامل معه إلا داخل نطاق الشركة المعنية به وهذا ما ورد في اتفاقية البيع منذ البداية. { عليه.. فرحنا بهذا العرض وأقدمنا على الشراء ملتزمين بالسداد في الموعد المحدد. ولكن وقبل أن تكتمل أقساطنا الشهرية وتنتقل ملكية السيارة إلينا بالكامل ها نحن ندور في فلك العذاب من مدة طويلة حتى استسلمنا لاعتقاد جازم بأننا وقعنا ضحية سهلة لعملية نصب كبيرة.. فما أنفقناه على هذه السياره حتى الآن - غير ثمنها وأقساطها - كان بإمكاننا أن نشتري به سيارة جديدة, واعذروني إن كنت أتحدث بصيغة الجمع فالحقيقة أنني أتحدث أيضاً بلسان زوجتي التي أصبحت تعاني معي الأمرين ونحن كل يوم نلهث خلف عربات الأجرة من وإلى وظائفنا منفقين مالاً طائلاً وتنازلنا عن المشاوير الخاصة بسبب بقاء السيارة في الورشة أكثر من بقائها معنا لتقضي حوائجنا. فقد أصبح التزامنا بالصيانة الدورية ذنباً نرتكبه في حق أنفسنا أولاً, لأن العاملين في الورشة غير مؤهلين تماماً إذ أن خطأً ميكانيكياً ارتكبه أحدهم كلفنا (عمرة) كاملة للماكينة قبل أن تكتمل فرحتنا باستلام السيارة كما يجب. بالإضافة إلى إهدارهم لقيمة الوقت إذ أن عطلاً صغيراً لا يحتاج لأكثر من ساعة يستغرق لديهم أسبوعين أو أكثر وقد يكون العذر الوحيد في ذلك هو ازدحام الورشة بالسيارات التي تحتاج للصيانة وهذا معناه أن عدد الضحايا أمثالي كثير وهو ما دفعني للكتابة عن هذه الشركة المخادعة عسانا ننقذ آخرين من براثنها. { لقد قمت حتى الآن بإجراء (عمرتين) لسيارتي في وقت وجيز.. دفعت فيهما ملايين الجنيهات بينما لا زلت أدفع أقساطي الشهرية, ولأنهم يحتكرون الإسبيرات فليس أمامك سوى الإذعان لأسعارهم.. والمؤسف أننا لا زلنا نستخدم السيارات العامة وكأننا لم نشتر سيارة لأن زمنها كله مهدر في الشركة حتى أصابنا الندم والأسف ولكن ليس أمامنا أي خيار سوى الصبر فليس بإمكاننا بيعها ولا لنا حق التصرف فيها. وأذكر أننا خرجنا يوماً بها من صيانة استغرقت فيها قرابة الشهر وما كدنا نعتلي بها كوبري (المك نمر) بعد أقل من نصف ساعة حتى توقفت لتحرجنا وتتعبنا وتحيرنا، فماذا نفعل بربكم؟ { لقد آثرت نشر حديثي هذا لأن السواد الأعظم من أهل السودان المساكين يعتمدون على مثل هذه العروض من شركات لا يعنيها سوى الربح ولا دخل لها بمعاناتنا وظروفنا.. فأرجو الانتباه من هذه الشركة التي تبيع (الأوتمبيلات) ثم ترينا كل الويلات والعذابات.. فهم ليسوا سوى مجرد مرتزقة وما خفي كان أعظم. أتمنى من كل الذين يعانون مثلي التضامن للمطالبة بحقوقنا وإن كانت هناك جهة رسمية يعنيها أمرنا فنرجو أن تساعدنا كما ننتظر من هذه الشركة التي بلا (رحمة) توضيحا شافيا عن هذا الإهمال.. أما سيارتي فلها (الرحمة) غير أنني لا أستطيع تشييعها لأن أقساطها لا تزال سارية وعلي الالتزام بواجبي رغم ضياع حقوقي. وشكرا لتعاونك م. الجيلي - الخرطوم { تلويح: أمام تبدد أحلامك العريضة لم يكن من بد سوى النشر, علماً بأن لي تحفظاتي على الشركة المعنية وموظفيها غير المؤهلين.. وليس أمامنا سوى التحذير أما حق الرد فهو مكفول إن كان هناك ما يرد به.