الحملات المنتظمة للتطعيم، تقلق الأمهات بشكل مستمر، فغير الكسل من فتح الباب وإجابة الأسئلة حول من؟ وكم؟ وكيف؟ لمتطوعي برنامج التحصين الموّسع الذين يجوبون الشوارع والميادين، هناك الوعي المنفتح نحو الموضوعات التي تهمّ الناس ولا يعرف الناس عنها إلا القليل. * (سنعود بعد قليل) هي الكلمة المناسبة لحملات التطعيم المستمرة بمختلف اللقاحات التي يمكن أن تسمى (منقذة للحياة) بالنظر إلى ما يمكن أن تمثله من حصن حقيقي ومنيع لصد هجوم الفيروسات والجراثيم المشكّلة بكل الأنواع في اليومي من عدوى الانتقالات المفتوحة الشهية. ورغم ما ينتجه البرنامج القومي للتحصين من إعلانات للحملات التنشيطية لجرعات الأمصال الدورية - الشلل والحصبة.. إلخ، بجانب الفيتامينات - إلا أن الاستفهامات الأمومية مستقرة في باطن الأبواب المغلقة تحب أن تعرف لماذا هذه الحملات المتكررة والمتعاقبة؟ * عقب كل دخول للوفود النازحة واللاجئة حيث أن حدودنا الجغرافية باسطة ذراعيها بالأحضان للجميع، تنشط الخلية التحصينية لدى وزارة الصحة، لأنها المانع الوحيد لعزل أطفال السودان عن عدوى الأمراض الوافدة. والمساعدات السلبية بطرح مسببات الحملات المتكررة للتحصين كأن (الأمصال منتهية الصلاحية)! التي توجد لدى بعض المؤثرين من قادة الرأي العام في المنابر المختلفة أو حتى بثقافة المشاهدة الشهيرة سودانياً، فهي تسهم في فتح باب آخر لحملة جديدة، حيث أن الحملة التي سبقتها، لم تكمل نصابها القانوني بعدم تطعيم أسرة لأطفالها. * الأطفال هم الغذاء الصحيح والسليم لمستقبل أي بلد، وهذا ليس حديثاً مستهلكاً أو مكروراً كما تعودنا لكنها حقيقة تقول إن نسبة وفيات الأمهات والأطفال المرتفعة في السودان تقلق، وتسبب مشكلة سكانية في السنوات القادمة ما لم تنتبه لها الحكومة بشكل دقيق. وبرنامج التحصين الموسع لوزارة الصحة الاتحادية، يتفرغ بعد كل حملة لإدارة أخرى يكون الفرق بينهما ليس ساعات أو حساب أيام، إنما أرقام وحيوات، وبالضرورة جرعات. * الجرعة الآتية التنشيطية تكون لمرض الحصبة. والتي لا تحل محل الجرعة الأصلية بقدر ما أنها تمثل زيادة خير في جسد الطفل الأقل من الخمس سنوات، القليلة مناعته. فما نسمعه هنا وهناك انتشار لمرض الحصبة خاصة في مناطق التعدين الشهيرة بالذهب! ورغم النشر الصغير لها في مساحات أصغر إلا أن أذاها أكبر وأوقع من مجرد حمى، تنزل ب(مكمدات). * المحفزات التشجيعية، التي تضع التطعيم واحداً من الأساسيات للطفل، ومن أولويات الأمهات لتجهيزها مع استعدادها لمولودها القادم. وبمختلف الأفكار هي التي ندفعها لإدارة التحصين الموّسع لتعمل عليها ليكون التحصين حياة. وليس ترفاً يسعى له العارفون أو السامعون به. ولتعرف الأمهات حقوقهنّ فيه من جرعات التتانوس السابقة واللاحقة.. كاهتمامهنّ بحنّة وريحة النفاس! * النقاش محسوم في ما يخص الحملات التحصينية الموّسعة لتنشيط وحماية المناعة لدى الأطفال من حيث أهميتها. لكن ذات النقاش غير محسوم في ما يخص القوة المجتمعية ومسؤوليتها تجاه معاونة برنامج التحصين، فالداعمون والإعلاميون والناشطون كلهم يتلبسون شخصية، المحاسب لما سيناله مادياً أو معنوياً من دعمه للتحصين، باعتباره لا يمثل همّاً سياسياً! وهم لا يفقهون أن تصنيف أطفال السودان بين المتوفى والمحموم والمسهّل والمحصّب!