ليس بيننا وبين السيد ياسر سعيد عرمان موضوعات شخصية، ولم أره حتى الآن وجهاً لوجه وعلى الطبيعة، لكنني قرأت وسمعت عنه كثيراً وشاهدته في الفضائيات متكلماً، وكان سودانياً مُسرفاً في سودانيته، فهو مثل معظمهم ينطق القاف غيناً.. وعندما نكتب عنه أو نشير اليه فإننا نفعل ذلك لأنه شخصية عامة.. بل إنه مرشح لرئاسة الجمهورية.. وأكثر من ذلك فإنه مرشح الحركة الشعبية الشريك الثاني في حكم السودان وحاكم الجنوب الأوحد. وكنا الأسبوع الماضي علَّقنا على تدشينه لحملته الانتخابية من بيت الملازم المناضل الكبير علي عبد اللطيف بأم درمان، وقلنا إن الأقرب الى توجهات وآراء ونضالات علي عبد اللطيف هو الحركة الاتحادية والنظام المايوي في بعض مراحله وليس الحركة الشعبية. لقد دعت الحركة الاتحادية في الأربعينات والنصف الأول من خمسينات القرن العشرين الى الكفاح المشترك مع الحركة الوطنية المصرية وتحرير وادي النيل من الاستعمار البريطاني ثم وحدته أو اتحاده أو إقامة علاقة راسخة دائمة بين شطريه السودان ومصر. وكان يمثل هذه الحركة الاتحادية في ذلك الوقت حزب الأشقاء برئاسة الزعيم اسماعيل الأزهري وحزب الاتحاديين بقيادة حماد توفيق وحزب الأحرار برئاسة الزعيم الطيب محمد خير وحزب وحدة وادي النيل الذي أسسه وتزعمه الأستاذ المحامي الدرديري أحمد اسماعيل. وهي الأحزاب التي اندمجت عام 1953م في حزب جديد هو الوطني الاتحادي. لقد كانت هذه الحركة حتى منتصف الخمسينات هي الأقرب الى ما كان ينادي به الملازم علي عبد اللطيف ورفاقه في جمعية اللواء الأبيض في عشرينات القرن الماضي. وفي أوائل السبعينات امتلأت شوارع العاصمة المثلثة بشعارات حرية.. اشتراكية.. وحدة.. وناصر .. نميري.. قذافي.. ثم.. تم َّ التوقيع على ميثاق طرابلس.. ثم انضمت سوريا.. وأقيم اتحاد الدول العربية من مصر وسوريا وليبيا، وتراجع السودان ولم ينضم لذلك الاتحاد لخصوصية واقعِهِ، لكنه لم يتراجع عن ضرورة خلق علاقة خاصة مع مصر فكان التكامل بين البلدين عام 1974م وكان في صالح البلدين.. وكان تجسيداً بشكل ما لما كان يدعو له الملازم علي عبد اللطيف.. ونعيد السؤال: ما القواسم المشتركة بين الملازم علي عبد اللطيف والحركة الشعبية؟ وهل هي كثيرة الى درجة أن يدشن مرشحها لانتخابات الرئاسة حملته من بيت علي عبد اللطيف؟.