الأخ الكريم/الهندي عزالدين هذه رسالة للرئيس البشير عبركم أرجو أن تفسح لي المجال في صحيفتكم الجريئة لأعبر باسم الغالبية الصامتة التي صبرت طويلاً وهي تشاهد السودان وهو مسرع للدخول في نفق مظلم وحرب ستأكل الأخضر واليابس وهو محمول (السودان) على أكتاف نخبة ادعت بأنها الأصلح لحكم شعب السودان الصبور الطيب، الذي لن يصمت طويلاً بعد اليوم وهو يشاهد خيوط المؤامرات الدولية التي ترسمها الصهيونية العالمية لتصنع لنا عبر قوالبها العلمانية المطبوخة في أمريكا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا السودان الجديد الذي تحكمه الحركة الشعبية. في العنوان أعلاه أرجو وآمل أن يتبناه المؤتمر الوطني للتحالف قبل الإنتخابات مع حزب الأمة ورئيسه السيد/ الصادق المهدي ومعروف دوره وحجمه في السودان سابقاً وحالياً، كذلك السيد محمد عثمان الميرغني وحزبه وبصماتهم منذ الاستقلال ومواقفهم الوطنية رغم الضغوط العالمية، والشيخ الترابي المنظر الأول للإنقاذ وما فعله في دارفور سابقاً وحالياً. نحن لن نقبل الرجوع بالسودان عشرين سنة سابقة، ولن ننسى صفوف البنزين والرغيف والخوف والهلع والضعف الذي عايشناه في تلك الفترة المسماة (الديمقراطية الثانية) ولكننا نرجو أن يتفق أهل القبلة والذين معروف عنهم حسب برامجهم الإنتخابية: أن يكون السودان قوياً عزيزاً موحداً تحت مظلة الشريعة الإسلامية في الولايات الشمالية وأن يظل الجنوب موحدا مع الشمال وأن يدخل (حزب الأمة الوطني الاتحادي الشعبي) الانتخابات القادمة ومرشحه للرئاسة المشير البشير، ويتفق بأن يصبح الإمام الصادق المهدي (رئيس مجلس الأمة الوطني) (البرلمان السوداني) ونائبه الشيخ علي عثمان محمد طه والسيد محمد عثمان الميرغني (رئيس مجلس الشيوخ) (الشورى السودانية) ونائبه ممثلا لدارفور والشيخ حسن الترابي (رئيس نقابة المحامين) مع بالغ إحترامنا للنقيب المنتخب الحالي. وأن يتفق مع الجنوبيين ممثلين بالحركة الشعبية وغيرها على أن يظل السيد سلفاكير نائا أول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب، ويكون لكل حاكم ولاية بالجنوب نائب من الشمال، ويكون لكم حاكم بالشمال نائب جنوبي في المرحلة بعد الإنتخابات حتى يعرف كل الشماليين والجنوبيين حجمهم الحقيقي عبر الشعب السوداني، وأن يمثل الأخوان المسلمين وأنصار السنة المحمدية بوزراء في الحكومة المقبلة، وأن يظل في المعارضة الشيوعي والبعثي والناصري وغيرهم، وأن تمثل دارفور بنائب ثان لرئيس الجمهورية حتى نتجاوز الفتن والمحن والمصائب ما ظهر منها وما بطن المتربصة بالسودان في حالة الاختلاف.. والنزول للانتخابات كل بأهدافه ووسائله سيخون كل حزب الآخر ويصفه بالعمالة والارتزاق والفساد وخلافها من الشعارات التي يحاول بها كل طرف إضعاف الآخر، لن يستفيد الشعب السوداني من هذا الإختلاف ولكن ستستفيد فئة معينة لا وزن لها جماهيريا مثل فاروق ابوعيسى وياسر عرمان وباقان وغيرهم من الأصوات العالية. لن يخسر المؤتمر الوطني قاعدته الجماهيرية الضخمة التي شاهدت الجسور على الأنهار والطرق والكهرباء وثورة الإتصالات والجامعات والقنوات الفضائية والإذاعية التي عمت السودان، وإن اسم السودان أصبح مارد افريقيا العظيم بدل رجل افريقيا المريض. نحن كشعب اكتوى بنيران الحرب خمسين عاماً ولنا أرتال من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرض السودان الطاهرة لا نريد أن نفسح المجال للتدخل الأجنبي تحت أي مسمى من المسميات. لن تقبل الأحزاب الشمالية نتيجة الانتخابات مهما جاءت مبرأة من كل عيب (في حالة عدم الاتفاق معهم) ولهم بعض القواعد من هذا الشعب الطيب الذي يثق في رموزه مهما فعلوا به. ونرجو أن لا يكونوا وقودا لنيران حرب تقضي على كل أمل للمعالجة وتوحيد السودان، ويكفينا ما حدث في دارفور ويعلم القاصي والداني بأنها حرب مفتعلة وتحركها أياد خارجية ولم نستطع إخمادها حتى اليوم. فتكتيكات صقور المؤتمر الوطني خلال المرحلة السابقة نجحت مع الحركة الشعبية ومع الأحزاب الأخرى، ولكن المرحلة القادمة ستكون العقول المحركة للحركات المسلحة جميعاً بما فيها الحركة الشعبية والأحزاب الأخرى، ستكون من الخارج لأنهم سيمدونهم بالمال ليسقطوا رئيس المؤتمر الوطني وكل مرشحيه بالولايات لأنهم كما تدعي الصهيونية العالمية وعملاؤها بالخارج والداخل بأن مرشحي المؤتمر الوطني إمتداد للحكم الشمولي الدكتاتوري أو كما يدعون. جنبوا الأرامل والأيتام والمساكين والضعفاء من النساء والرجال الدخول في مأساة جديدة بعد أن فقدوا الوجيع والأنيس منذ أن استشهد ازواجهم وأبناؤهم بالجنوب أو دارفور أو خلافه وليست تجربة العراق وأفغانستان وباكستان ببعيدة. استفيدوا من تجربة لبنان الشقيق الأخيرة بعد أن عرفوا الحرب وعرفوا التعايش السلمي بينهم. } كمال السيد أحمد ساتي معلم بالمعاش