تحتدم المنافسة بين المرشحين لإنتخابات عام 2010م ويحق لنا أن نُطلق على هذا العام عام الإنتخابات، والتي سوف تجرى فيه بإذن الله ولا يكون لها مثيل كتلك التي أُجريت منذ فجر الإستقلال وحتى اليوم، من حيث عدد المرشحين. إذا ينافس في الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية 12مرشحاً، وارتفع عدد الأحزاب المسجلة إلى أكثر من 70 حزباً وازداد عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت إلى ما يزيد عن 16 مليون ناخباً. وفي الوقت الذي أكملت فيه مفوضية الإنتخابات عدتها للعملية تطالعنا أحزاب المعارضة كل يوم بمطالبتها بتأجيل الإنتخابات وهي تجتمع في تدشين مرشحيها بإقامة الندوات والإجتماعات وتحشد الحشود للنصر والمؤازرة. لماذا تُطالب المعارضة بتأجيل الإنتخابات وهي التي كانت تستعجل قيامها والتعددية الحزبية وصولاً للديمقراطية؟ ما الذي دهى المعارضة لإنتهاج هذا النهج الذي يُناقض بعضه بعضاً هل لأنها لم تكمل استعداداتها للمعركة الإنتخابية وهي تعلم علم اليقين أن الإنتخابات يتم أجراؤها في التاريخ المحدد وأن تقرير المصير للجنوب يتم أجراؤه في الوقت المحدد له في أبريل من عام 2011م؟ إذا لم تستطع أحزاب المعارضة توفيق أوضاعها وهي التي كانت في المعارضة طوال السنوات الماضية، فإنني أعتقد بأنها ستستفيد من التأجيل عبر التسويف وإضاعة الوقت فيما لايجدي. إن الإنتخابات قائمة في مواعيدها وإن كل يوم يمر يجعلها أكثر قرباً من أيام الإقتراع الثلاثة ويكون أجدى للمعارضة أن تُنظِّم صفوفها والاستفادة من الجهد الذي تصرفه لتأجيل الإنتخابات فيما ينفع الناس. إن تأجيل الإنتخابات لن يتم أبداً. إن المعارضة منذ أيام التجمع الأولى والذي تفكك ولم تبق منه حتى لافتته وحتى مؤتمر جوبا، لم تستطع أن تحقق أهدافها لأنها في الأصل لم تكن لها أهداف ويجمعها شتات الأحزاب وكل حزب يريد أن يحقق أهدافه على حساب الحزب الآخر ولذلك لم يأت مؤتمر جوبا بجديد. إن المعركة الإنتخابية وصلت حد العد التنازلي وسرعان ما تنطفئ جذوتها عند إعلان نتائج الإنتخابات وعندها يعلم الحالمون أنهم أسرفوا في التفاؤل وحسبوا السراب ماءً فلم يرتووا منه ولم يكسبوا مقعداً وصارت المعارضة كالمنبت الذي لم يقطع أرضاً ولم يبق ظهراً وحار بها الدليل (ودفقت مويتها على الرهاب). وبالله التوفيق