{ انقشعت السحابة التي هددت راهن ومستقبل الهلال باللقاء الجامع الذي عقده الوزير هاشم هارون مع مجلس النادي وقد افرغوا الهواء الساخن في الصدور فعاد جسد الفرد منهم صحياً وعقبال ان يتعافى الهلال من مرض الشقاق والخلاف والفعل التنفيذي. { اللافت ان الاجتماع حضره الاخ الكابتن عزالدين الدحيش عضو المجلس الذي جمد نشاطه قبل عامين اي منذ تكوين المجلس ولم يمنعه الارباب حضور الاجتماع ولم يشترط اعتذاره للجماهير ببيان كما طالب الامين العام العائد الاستاذ عماد الطيب. { الفقرات التي اشتملت عليها مسودة الاتفاق الجامع لم تكن تحتاج لتدخل الوزير هارون ولا اركان حربه بل تصلح دليلا لادانة الاخ صلاح الذي فرط في اهم ما كان يتميز به وهو القدرة القابضة على السيطرة على الافراد داخل المجلس وهو ما ظل ديدنا له طوال السنوات الماضية ربما لسببين الاول انه اهتم بالخلافات مع الاعضاء وإبراز نفسه كقوة احادية مطلقة لا تقبل بغير الموافقة على كل حال والثاني الابتعاد عن فكر الاعضاء مما خلق مسافة عريضة وبونا شاسعا على الصعيد الفكري والعملي فاصبح البعض مترددا امام الارباب خائفا يرتعب لمجرد الاجتماع به في مكان واحد وهو وضع لا يليق بناد كبير كالهلال ولا بمن يتشرفون بعضوية مجلسه. { ومن باب النفرة للذات والانتصار للكرامة حدث الانفعال الاخير وهو ما لم يتحسب له الارباب فكانت التداعيات الاخيرة التي عالجها علاج العاجز باعلان الراحة وليس بالتصدي لها بقوة كما كان يفعل سابقا كما فعل مع البرير، وكما اسلفنا يعود ذلك لاهتزاز الثقة وفقدان الاغلبية داخل المجلس. { حسنا فعل مجلس الهلال وهو يستجيب لنداء الوزير ويجتمع لان السلطة ضاقت ذرعا بما حدث ولعل مسارعة الاخ هارون للاجتماع تحمل رسالة محددة من جهات عليا تراقب الموقف وتتحسب للانقضاض وفرض الاصلاح وتسوية الامور في الوقت المناسب. { ونكاد نجمل نقاط الخلاف في ثلاث فقط هى التأمين على وجود مشكلة حتى نضمن الحل حيث ان الاعتراف يعتبر اولى خطوات العلاج الذي اسماه البيان بالجذري بشرط ان يكون بعيدا من العاطفة وهذا بيان القصيد حيث تنتفي المسكنات والمجاملات والتكتلات ويكون الحل نابعا من المجلس بغرض مصلحة المؤسسة الكبيرة وليس بتسخير المنصب لتنفيذ اجندة محددة اهمها اقصاء الاخر واغتيال الرافضين لهيمنة الفرد والتلويح بابعادهم عن المشهد الهلالي ولو عبر المطالب التعجيزية من قبيل الاعتذار وغيرها. { والثاني الحرص على ثبات المجلس وعدم التسبب في انهيار المؤسسات بالقرارات التي تفضي للشقاق والخلافات وتولد التكتلات وتنسحب الكتل على استقرار المجلس وتهدد بنسفه بعد تمزيق النسيج الداخلي وتعريض الكيان للخطر لمجرد ان سلوك البعض لامس محاذير الافراد وليس المؤسسة وهنا يكون البعض اعلى الافراد وفوق الهلال وهو وضع معيب. { والثالث معالجة الخلافات داخل المؤسسة اي المجلس وعدم نقلها للاعلام ونلاحظ ان هذه الجزئية تتعلق تحديدا ببيان الاستقالة الذي اصدره الاخ عماد وتبرأ منه الفريق الطاش ونعتقد ان البند بصيغته الحالية ارضى جزءا من غرور الارباب الذي لايقبل ان يخسر معركة ولو كانت داخل البيت الواحد. { لكن المهم في نظر عماد انه عاد للعمل بطوعه ولم يجبره احد ولم يعتذر وان الصيغة التي صدر بها بيان الوزير معممة ولا تنطبق عليه منفردا. { ولكن الاهم هل يلتزم بقية الاعضاء بعدم نقل الخلافات للصحف والتصريح والمجاهرة بالاراء المتناقضة التي تصدر في شكل قرارات على شاكلة ما حدث بعد اقالة الاخ امين عبد الوهاب الذي نحمد له جهده المقدر في ملاحقة البيانات والمعلومات التي استند عليها الهلال في شكواه ضد لاعب هلال كادوقلي رغم انه فعليا خارج دائرة الكرة. { نرجو ان يلتزم كل المجلس بما صدر في البيان ويعتبرونه ميثاقا قدسا غير قابل للنقض والخروقات خاصة وان التأريخ سيقف شاهدا ليرصد. { ورغم كل ماقلنا نحمد للاخ صلاح قدرته على التجاوز والصفح والتسامي والاقبال على الغد لاجل الهلال الذي تنتظره مواجهات ساخنة لا تقبل حالة الارتباك التي اصابته مؤخرا ونرجو ان تكون نتيجة مباراة الخرطوم مؤشرا لتجاوز حالة الاحباط ومقدمة للفوز على افريكا. { فليعش الهلال موحدا بابنائه قويا وحصينا ومنيعا بجماهيره ومتماسكا بمجلسه وادارته مع الدعاء بالتوفيق ونرجو ان نودع بلا عودة مربع الاحزان وننطلق للافق الاغر.