{ واحدة من «المُكبِّلات» التي لا داعي لاستمرارها حتى الآن هي ما تعارف عليه بتقييد زمن الحفلات حتى الحادية عشرة مساءً، وهو تقييد كان مقبولاً أو لنقل مرهوناً بفترة زمنية محددة استوجبتها تداعيات أمنية في بدايات الإنقاذ الأولى. وهي تداعيات انتفت الضرورة لها مما يجعل تحديد زمن انتهاء المناسبات ما قبل منتصف الليل بساعة فيه تقليل من الحق العام والحرية الشخصية لأي فرد. بالمناسبة هذا الحديث لا يعني إطلاقاً هو أن يختلط الحابل بالنابل والحكاية «تعك»، لكنني أقول هذا الحديث وأنا أراعي ظروف الكثير من الأسر التي تتعب وتجتهد في الاستعداد لمناسبة فرح تخصُّها وتجد نفسها مضطرة أن تحتفي فقط لمدة ساعتين وهي تسابق الوقت حتى لا تداهمها الحادية عشرة مساءً والعريس ذاته «ما جرتقو»، بل إنني في أحيان كثيرة شاهدت عرساناً حضروا للنادي حيث مكان المناسبة في العاشرة أو بعدها بقليل بفعل ظروف تأخر العروس في الكوافير وما إلى ذلك فيدخلوا المكان ويجدوا أن ما تبقى أمامهم للاحتفاء بليلة العمر هو فقط نصف ساعة أو أكثر من ذلك بدقائق. والغريب في الأمر أنه مثلاً في احتفالات رأس السنة تستمر الاحتفالات حتي الثانية صباحاً وتسير الأمور على خير ما يكون طالما أن السلطات الأمنية تبسط قبضتها وفي ذلك إشارة أنه ممكن جداً أن تستمر الاحتفالات في الأندية إلى ما بعد الثانية عشرة وإمكانية استثناء الحفلات في الأحياء باعتبار خصوصية الأسر التي ربما تقلقها أصوات مكبرات الصوت أو ربما يقلقها أكثر من ذلك أصوات بعض ممن لا أدري كيف جاز لهم أن يكونوا مغنين أو مغنيات لكن أهو الأورغن ممكن يعمل من الفسيخ شربات. أعتقد أنه أن أوان إعادة النظر في هذا القرار باعتبار أنه لا ضرر ولا ضرار طالما أن الأمر لا يخرج عن منح الناس فرص لزيادة أفراحهم وهم في أمسَّ الحاجة لزياد مساحتها في دواخلهم، وربنا يكتّر الأفراح. كلمة عزيزة في أكثر من مرة وأكثر من مناسبة وقفتُ تحيةً للعلم وأنا أردد كلماته: «نحن جند الله.. جند الوطن.. إن دعا داعي الفداء لم نخُن» وهي مناسبات إما مدرسية أو لبعض التخاريج التي نُدعى لها من أفراد الأسرة وفي كل هذه المناسبات كنت أقف ثم أنشد ثم أجلس بطريقة «ديناميكية» لا تختلف فيها واحدة عن أخرى لكن صدقوني بالأمس وأنا في احتفال أمانة المؤتمر الوطني بالقاهرة بفوز البشير وعند عزف السلام الجمهوري شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي وكدت أن أبكي وقلتُ لحظتها لأبي وضاح يبدو أن لهذا النشيد سحراً وطعماً ونغماً ونحن خارج أرض المليون ميل مربع فأنت تشعر بقيمة كلماته وبالكبرياء الذي فيه وكأنك تسمعه لأول مرة. بالمناسبة وعدتكم بالأمس أن أنقل تفاصيل حفل عصام محمد نور لكنني للأسف لم أحضر الحفل إذ أنني «اتخارجت» بدري بدري لأن سمات الحفل كان عنوانها الهرج وعدم التنظيم وحتى الركن القصي الذي تمّ اختياره بنادي الجزيرة لم يكن لائقاً بالمناسب ولا عظمتها، فتقبلوا فائق اعتذاري. كلمة أعز أخي الدكتور كرار التهاني الأمين العام لجهاز المغتربين لاحظت أن كل احتفالات الجهاز خارجياً هي من تغطية المذيع أمجد نور الدين الحكاية شنو؟!