دعا خبراء سياسيون واقتصاديون وعسكريون إلى وقف مفاوضات النفط بين السودان ودولة الجنوب وتغيير الطاقم المفاوض والوسيط بين الدولتين والعمل على تطوير البدائل لسد الفجوة الناتجة عن ذهاب بترول الجنوب، وطالبوا بتخفيض مرتبات وحوافز ما بعد الخدمة للدستوريين والتوجه نحو التنمية الزراعية والحد من الإعفاءات غير المبررة للضرائب، وحذّروا من أي اتجاه لرفع الدعم عن السلع، فيما دعا آخرون إلى معالجة القضية بعيدًا عن التوترات السياسية وحذّروا من اندلاع حرب في حال عدم حل المشكلة، وأكدوا أن الحركة الشعبية تضع البترول داخل حزمة من الأزمات لإسقاط النظام، ووصف البعض بأن السودان أصابته لعنة البترول، فيما طمأن فنيون أن السودان بإمكانه تطوير إنتاجه من النفط وأكدوا أن البترول بالسودان أكثر مما هو بدولة الجنوب. وأكد مدير إدارة تطوير الأعمال بشركة سودابت المهندس عبد الماجد منصور في ورشة أزمة النفط بين السودان ودولة الجنوب، أن السودان لديه فرص كبيرة لتطوير الاستكشافات تحتاج إلى تقنيات، وقال إن موارد السودان كثيرة بالمقارنة مع دولة الجنوب، واعتبر أن معدل التناقص في الإنتاج طبيعي، داعياً لإيجاد حلول مبتكرة لزيادة الإنتاج، مشيرًا إلى وجود احتياط مقدر من البترول إلى جانب أن 90% من العاملين في مجال النفط سودانيون. من جانبه أكد مساعد رئيس حزب الأمة القومي د.إبراهيم الأمين أن الوجود الأمريكي الصيني له علاقة بما يجري في السودان، مشيرًا إلى محاصرة الصين للنفوذ الأمريكي في القارة السوداء، وقال إن من إيجابيات الإنقاذ، إنهاء الهيمنة الأمريكية على البترول، مشيرًا إلى أن مرحلة الإنتاج صاحبتها لعنة البترول، داعياً إلى إيجاد رؤية لأهل السودان لاستقرار البلاد، وقال إن أمريكا أبعدت التجمع وليبيا ومصر من مفوضات السلام بهدف الوصول إلى اتفاق لممارسة الضغوط ولمزيد من التنازلات، بدوره قال القيادي بالمؤتمر الوطني د. فاروق محمد آدم: لولا البترول لما ظهر اتفاق نيفاشا ولم يتم السلام، ورأى أن البترول جزء من الأزمات بين السودان ودولة الجنوب وأكد أن دولة الجنوب وقعت في خطأ إستراتيجي بمحاولة الزحف إلى الخرطوم لإسقاط النظام، ودعا إلى تفكيك الإستراتيجية القائمة عليها الحركة ومن يقف وراءها وأكد أن المشكلة ليست مشكلة «الوطني» وحده، داعياً إلى مخاطبة المجتمع الجنوبي لتنمية الإرادة الوطنية والاعتراف بالمشكلات الداخلية لكل دولة، وأكد على أهمية دعم وتقوية القوات المسلحة. بدوره طالب العميد«م» أمن، حسن بيومي بإجراء تغيير في طاقم المفاوضات بالدولتين، بالإضافة إلى الوسيط بينها وخلق شركة اقتصادية مع الغرب وأمريكا، وقال: يمكن التعامل مع الشيطان من أجل مصلحة السودان، فيما دعا السفير الطريفي كرمنو إلى صرف النظر عن التفاوض حول البترول ورأى أن البرنامج الثلاثي الاقتصادي للحكومة يمكن أن ينتشل البلاد من الأزمة الاقتصادية وتجاوز آثار البترول إذا تم تخفيض حوافز وفوائد مابعد الخدمة للدستوريين، لكن الخبير الاقتصادي د. الكندي أشار إلى عقبات كبيرة يمكن أن تواجه تصدير بترول دولة الجنوب عبر الموانئ الكينية أو غيرها إلى جانب ظهور مجموعات جنوبية تطالب بنصيبها من الخط الناقل عبر مناطقها واعتبر أن البترول لم يضف شيئاً بالنسبة للسودان بل أصيب بلعنته.