بعد الهجوم الغادر الذي وقع أمس الأول على حقل هجليج بجنوب كردفان من قبل قوات الجيش الشعبي بمعاونة مرتزقة وفلول حركات دارفور لم تعد هناك مساحة يمكن أن يجلس عليها المتفاوضون في أديس أبابا.. ولم يعد هناك مجال للحديث عن لقاء مرتقب بين البشير وقائد ميليشيات الجيش الشعبي سلفا كير.. لأن ما قاله من تصريحات خلال الهجوم السابق لقواته على حقل هجليج داخل الأراضي السودانية.. وما بدر هذه المرة من هجوم مع سبق الإصرار والترصد يقود إلى حقيقة واحدة أن هؤلاء القوم مازالوا يعيشون بعقلية الميليشيات التي كانت تقاتل في الغابات.. ولم يصدقوا حتى الآن أنهم مطلوب منهم إدارة دولة مدنية وليس قيادة جيش ينهب ويقتل ويبيد ويعتدي على المدنيين وينهب ممتلكاتهم سواء في دولة جنوب السودان أو على الحدود مع جمهورية السودان.. وإذا كان هناك مجتمع دولي وأمم متحدة وقوات دولية تحرس عملية السلام فكيف تقيم هذه الجهات هذه الاعتداءات المتكررة من هؤلاء المارقين الذين يجدون كل الدعم التدريبي واللوجستي والمعلوماتي من دولة الجنوب والدول المساندة لها للكيد للسودان والإضرار بمصالح شعب السودان.. لماذا صمتت المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية إزاء هذه الانتهاكات الصارخة.. وعلى ذلك لم يبق أمام الشعب السوداني إزاء هذا الاستهتار من قبل حكومة الميليشيات وفلول المتمردين والخوارج إلا المعاملة بالمثل.. العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ولا حديث بعد الذي حدث في هجليج إلا إعلان الجهاد والتحرك صوب أرضنا لتحريرها من دنس التمرد والعمالة والصهيونية العالمية. وإذا كانت اتفاقية السلام الشامل هي من مخرجات ما عرفناه بشركاء الإيقاد من الحكومات الغربية التي كانت تفاوضنا من خلف كواليس الحركة الشعبية وجعلتنا نبتلع طعم مبادرة الإيقاد التي كانت في واقع الأمر شركاء الإيقاد.. فإن مفاوضات أديس أباب من ذات الشاكلة وما زال الشركاء هم الشركاء.. وما زلنا نجلس مع الطرف الآخر وظهرنا مكشوف وحالنا واقف ونستجيب للضغوط لكي نسلم إرادتنا كاملة للغرب وليس لخيال المآتة المتمثل في ما يُعرف بالحركة الشعبية.. وإذا صدقنا بأننا سوف نصل مع هؤلاء الغجر إلى حلول دائمة وعادلة وسلام مستدام فإننا نخدع أنفسنا.. ولن ترضى عنا امريكا أو إسرائيل حتى نسلمهم السودان كاملاً لهم ولعملائهم.. فالهدف الإستراتيجي لهؤلاء ليس إسقاط حكومة الإنقاذ.. وليس لإسقاط رايات الشريعة وحسب وإنما هدفهم الأول تفتيت السودان ثم تناوله قطعة إثر قطعة.. وهو هدف واضح ومكتوب ومعلن .. إذاً لماذا ننتظر العدو حتى يفاجئنا على أسرّة نومنا.. لماذا نلم بالأمور وحركة الجيوش ولا نبالي حتى يهجموا علينا.. ومتى سيكون هذا الرد الرادع الموجع الذي سيعيد لإنسان السودان كرامته وعزته؟ لا بد من كسر إرادة هذه الحركة بحركة سريعة وقوية تجعلهم يستفيقون من سباتهم وأحلام يقظتهم.. ولا بد من تنظيف أرضنا الطاهرة من المعتدين في أسرع وقت ممكن.. وأي تأخير في الرد سيكون خصماً علينا وعلى استقلال قرارنا.