قال رئيس لجنة الشؤون المالية والإقتصادية بالمجلس الوطني عمر علي الأمين، بحسب ما نقلت عنه الزميلة (ألوان) الأسبوع الماضي، بأن التشريعات الحالية لا تقّوي عمل الهيئة، ولا تضع المواصفات في موقف القوة (أي -هيئة المواصفات)، كما هو مراد بها، وأضاف: بعض مديري الأجهزة التنفيذية يستغلون سلطاتهم لمنع فحص السلع. لكن، هل قصد رئيس اللجنة بعبارة مديري الأجهزة التنفيذية تحديداً، أم أنه قصد نافذين في مواقع أخرى أكثر سلطاناً ونفوذاً من هؤلاء المديرين؟ بيد أنه مهما يكن، فإن فتح الباب أمام السلع المضروبة أو غير المطابقة للمواصفات، فضلاً عن أنه يمثل تجاوزاً أخلاقياً معيباً، فهو يشكل ضرراً على مستخدمي السلع وعلى الاقتصاد الوطني الذي ينهكه استيرادها، سيما أنها لا تعمر طويلاً، بل قد لا تعمل مطلقاً، فمثلاً هناك الكثير من (لمبات) الإضاءة ما أن يتم تركيبها حتى تعطي ومضة خاطفة ثم تسلم الروح، وهناك (بلك) الكهرباء الذي يتحطم(بهبشة) عابرة من مفك، أو(سلك كهرباء) يحترق قبل أن يتحرك الكهربجي من مكانه بعد جهد طويل بذله ومبلغ باهظ دفعه صاحب المنزل، ثم هناك (الماسورة) البلاستيكية المخرمة كالغربال، و(الحذاء) الذي تنخلع أرضيته بعد قدلة إعجاب قصيرة. لكن المشكلة في (السروال أبو التكة) فهو لن يحتمل شبحة خاطفة داخل حافلة أو صراع ركوب في بص الوالي. ثم (البسكويت) أبو الرسوم الجميلة الذي لن يتمكن صاحبنا أبو سنون طورية من التعامل معه رغم أسنانه البلدوزرية فهو من فصيلة الدوم البسكويتي، أما (التونة) فهي لم تعد كما كانت قطعة لحم متماسكة وشهية، فالآن هي شرائح عائمة بطعم غير لطيف ورائحة منفرة، فإذا كنت من أصحاب المعدة الحساسة القاعدة على الهبشة فأمامك خياران، إما أن تتناول هذه الوجبة بالقرب من الحمام تحسباً للمشاوير المتوقعة، أو تتأكد من وجود مستشفى أو مركز صحي قريب، أما قطع (غيار السيارات) فإن مخالفات المواصفات فيها قصة طويلة من الصعب أن يتسع لها هذا المقال. وودت لو كان المعلم الميكانيكي أبو عضل موجوداً معي أثناء كتابة هذه السطور، فكان سيقول لي يا معلم تعرف أنا مرة عملت عمرة لعربية تعبانة بتاعة موظف كحيان، والمسكين كل ما أطلب منو أسبير قلبو ينخلع لمن يعرف سعره ويجيني ويقول لي الأصلي غالي شغل لي ده أمشي بيه حالي، المهم يا معلم بعد خمسطاشر يوم قدر المسكين يكمل الأسبيرات الفالصو، وأنا ظبط العمرة في ثلاثة أيام، وصاحبنا المسكين جاء اليوم الأخير وحضر التسليك وانبسط أربعه وعشرين قيراط ولمن دورت الماكينة كان داير يطير من الفرح، وقال لي شكراً يا معلم أنا شايف العربية دي زي نقطت مويه من العادم، معناه أنت ظبطها صاح، والأسبيرات القال ما أصلية طلعت ظابطة، وده أظنه كلام تجار ساكت. وقام صاحبنا ركب عربيتو ودفع قيمة المصنعية، وركب الظلط وبعد ثلاثة أيام أشوف ليك من بعيد دخاخين، قلت يمكن في دبابة ماشة في الشارع ولا كومر بتاع تراب، علي الطلاق كمينة طوب وماشة، ولمن قرب ألقى صاحبي ذاتو الما بغباني نازل من عربيتو وما دي بوزو مترين، وقال لي دي عملية تعملها يا معلم، أنا طوالي انفصم فيه، وقلت له أسمع يا أستاذ أنت ما كنت واقف معاي لمن نزلت ليك الأسبيرات الجبتها براك، قال لي أيوه فعلا لكن الحاصل شنو؟ قلت ليه الأسبيرات مضروبة يا أستاذ، وأنا نصحتك قلت ليك أبعد من المواسير ما سمعت كلامي. ونحن بدورنا نتساءل: من يتحمل وزر الموظف الغلبان؟ أكيد الجماعة النافذين ديك، ونتمنى عندما يتم كشفهم أن تصادر سياراتهم، وأن تستبدل بسيارات بيجو مكوى قديمة وتتعمر بأسبيرات مضروبة، ويطلبوا منهم بعد داك يركبوا الشارع، وتكون كل شغلتهم الذهاب لصحابنا أبو عضل، هو يعمر وهم يدفعوا والباديء أظلم.