وأخيراً اسدل الستار على ختام الموسم الرياضي في السودان بخيره وشره، وتوج المريخ بكأس السودان ليعيد بعضاً من توهجه بعد الخروج المُر من المعترك الإفريقي.. وقبل أسبوع فقط كان شقيقه الهلالي قد صالح جماهيره ببطولة الدوري.. ولكن كيف يعوضنا المنتخب القومي من الاخفقات المتكررة؟! استفحل الداء العضال واستشرى على كامل جسد الرياضة السودانية، وأصبح لزاماً التدخل الجراحي الفوري حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. لا نستثني أحداً من هذا المرض، الاتحادات.. إدارات الأندية.. اللاعبين.. الإعلام الرياضي.. الجماهير. الاتحادات: أصبحت تبحث في المقام الأول عن المجد الشخصي على حساب الرياضة السودانية، وتسيرها بعض الأندية الكبرى.. وتجهل الكثير من اللوائح والقوانين وما نكسبه من نقاط على المستطيل الأخضر نخسره داخل المكاتب، وقضية اللاعب مساوي خير دليل.. ولو وجدت عذراً للاعب أو المسؤولين الآخرين فلا أجد عذراً للمدرب مازدا لأنه الرجل المثقف والجامعي.. وكان بإمكانه إبعاد اللاعب بحجة عدم الجاهزية.. إدارات الأندية: دوماً في كر وفر مع اللاعبين وهناك محاباة وتفرقة وعدم مساواة ومبدأ العقاب والثواب.. لذا المشكلات والصراعات لا تتوقف والضحية تكون في الغالب هي الأندية.. اللاعبون: لولا انعدام الثقافة الرياضية لحقق فريقا القمة أو أحدهما الكأس الافريقية.. معظم اللاعبين إن لم يكن جلهم أنصاف أميين ما لا يساعدهم على فهم وإدراك المطلوب منهم داخل وخارج الملعب.. كيفية تقسيم المخزون اللياقي على مدار ال «90» دقيقة.. وحتى المحترف واللاعب المخضرم الحضري وإن أسهم بشكل كبير في نيل المريخ الكأس الغالية، فإنه بنفس القدر تسبب في فقدان البطولة الافريقية الأهم بسبب الثقة المفرطة، ومن عاشر القوم صار منهم.. لذا أصبح الطلب ملحاً ان تكون الشهادة الثانوية الحد الأدنى لتسجيل اللاعبين ولا نطمع أن يكونوا في علم وثقافة قاقرين ومازدا او المهدية.. الإعلام الرياضي: هو بالفعل يهدم أكثر مما يبني.. إعلام متعصب يزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.. مبالغ في المدح والإطراء ومبالغ في الذم، لا يعرف الوسطية إلا ما ندر.. الجماهير: بسبب هذا الإعلام المهترئ سلوكهم في التشجيع لا يشبهنا.. الفوضى عندهم الحرية.. تكسير وتدمير وتخريب لممتلكات الأندية.. رمي بالأحجار والقوارير والأحذية واقتحام الملاعب والأمن يتفرج.. وحتى شريط القنوات الفضائية فيه الكثير من العبارات المسيئة والهابطة.. ومسك الختام قدم العملاقان مباراة ممتعة وشائقة فقدناها في الأعوام الماضية.. وكاد يفقد رونقها برعونة الجزار المعز الذي تعمد إنهاء مسيرة لاعب بحجم الباشا.. وكان حكم الساحة بعيداً كل البعد عن أجواء المباراة.. وإذا أردنا اللحاق بالركب والارتقاء برياضتنا فلنقتدِ بدول كثيرة من حولنا تستعين بالحكام الأجانب في المباريات الحساسة والحاسمة.. ألا هل بلغت؟! «جمعية الصحفيين السودانيين بالرياض»