يفصل بينهما في العمر سنوات ست وهي الفاصل ما بين حياتهما كعمر. فعوض أحمد خليفة من مواليد العام 1930م بينما ولد إبراهيم أحمد عبد الكريم في العام 1936م. جمعت بينهما مشتركات أربعة شكلت حالة من التلاقي في مجمل حياتهما. الأولى: اهتمام الاثنين بالقراءات الأدبية في جانبي اللغة والأداب. فعوض أحمد خليفة ومنذ أيام دراسته الثانوية ظل حريصاً على الانكباب بكلياته في عالم القراءة للشعر والتراث العربي. أما إبراهيم عبد الكريم فقد عرف عنه الشغف اللا محدود بالأدب حتى ذكر معاصروه أنه كان يقوم بقراءة أطول القصائد العربية لزملائه بمدرسة خور طقت. أما الثانية فهي عمل الاثنين داخل وحدات نظامية بعد إكمالهما للمرحلة الثانوية. ففي فبراير 1950م التحق عوض أحمد خليفة بالكلية الحربية فتخرج فيها في فبراير 1952م ليعمل بالجيش حتى تقاعده في السبعينيات. أما إبراهيم أحمد فقد كان أحد الدالفين نحو كلية البوليس كأول مجموعة تلتحق بها في العهد الوطني في يوليو 1957م فكان تاريخ يوليو 1959م هو تاريخ عمله بالبوليس. أما الثالثة فهي الذاكرة المستقرة التي جعلت من شخصيتيهما من ضمن شخصيات كثيرة في تاريخ السودان اشتُهرت بقوة الذاكرة واجترار الأحداث القديمة التي حدثت لهما حتى- إن كانت قد مرت عليها عشرات السنين. أما الرابعة فهي انشغال الاثنين بعالم الغناء والشعر. فعوض أحمد خليفة كتب شعراً غنائياً خالداً تغنى به الفنانون عثمان حسين وإبراهيم عوض. أما إبراهيم عبد الكريم فقد مكنته حالة عشقه للغناء والأدب من استظهار الأغاني والبحث عنها حتى صار حجة في هذا الجنس الفني وتحديداً أغنيات الحقيبة. وهو الشيء الذي أهّله لتقديم برنامج تلفزيوني في منتصف التسعينيات بعنوان (نسائم الليل) وهو البرنامج الذي جعل المشاهدين ينتظرون يوم الأربعاء من كل أسبوع لمتابعته. في سيرتهما الطويلة في العمل المهني والانشغال بالأدب والفن صفحات لم تقلب بعد فيكفي أن الاثنين تركا إرثاً لا يبعد من المعرفة بالأدب ومدارسه. أما الأمر الأهم في حياتهما والذي أوصلهما لهذه المرحلة فهو قراءة القرآن والتبحر في معانيه. فعوض خليفة ظل إماماً للمصلين بمسجد الأدارسة بالموردة مرتلاً للقرآن الكريم بصوت خاشع جميل. أما إبراهيم أحمد فقد مكنته حالة الدراسة المتأنية للقرآن من تخصيص حلقات في برنامجه التلفزيوني (نسائم الليل) للاقتباسات القرآنية في شعر الحقيبة..