وديسمبر الماضي نحدِّث هنا عن دراسات تقول إن مارس (2013) يشهد سقوط حكومة هنا أو حكومة هناك حكومة الخرطوم أو حكومة جوبا.. ما لم ... وحكومة سلفا كير تعرف أن حكومة البشير سوف تسقط - وأن حكومة سلفا تسقط قبلها بيوم ما لم ... وجوبا توقع على عودة النفط أمس الأول لكن جوبا لم تكن هي الخطر الحقيقي. (2) الخطر الذي يصنع الآن يقوم بين جدران مؤسسات لامعة في الخرطوم وما نحجبه هنا هو الأسماء.. التي تصنع الخراب. الخراب الذي يبلغ درجة نهب (مليارات الدولارات) من السودان ... مليارات - نعم والأيدي التي تنهب المليارات هذه هي أيادٍ أجنبية ومن خلال أصابع سودانية تحصل على الملاليم.. وأغرب مافي الأمر هو الثروة التي تنهب يصنعها القدر بحيث لا تكون إلا في السودان من دون العالمين. لكن.. السودان يتبرع بركلها.. (3) وأربعة أو خمسة من الأجانب.. من ألمانيا - يقضون الأيام الآن في فندق فخم ينتظرون!! وشركة طيران غربية ضخمة جداً تتعاقد على شراء ثلاثين (طناً) من زيت شجرة المورينغا... وضخامة حجم الزيت المطلوب تثير السؤال عن السبب وغرابة الإجابة تثير أسئلة أكثر.. قالوا - نصنع من الزيت هذا وقوداً!! لكن الخبراء يقولون إن الخواص العلاجية لشجرة المورينغا تشير بألف أصبع إلى أن شركات الأدوية هناك تكتشف علاجاً (للسرطان ربما) يقوم على شجرة المورينغا هذه.. ومن يكتشف علاج السرطان يصبح هو سيد أغنياء العالم الآن. قبله زيت (الجاتروڤا) الذي يتجه أيضاً ليصبح علاجاً فذاً تقتتل عليه شركات الدواء في العالم. .. ولأن تقسيم الأدوار يصبح غطاء جيداً للعمليات الضخمة فإن (شركة أخرى) تطلب الآن شراء شحنات ضخمة من (شجرة) وليس زيت المورينغا.. ووفد أجنبي يجمع الشجرة هذه الآن وعيون الخبراء وبالجمع والضرب البسيط.. تجد أن الأمر يذهب لتحويل الأبقار.. (ومن خلال علف المورينغا) إلى معامل مذهلة لإنتاج لبن هو (دواء مذهل) لأمراض مذهلة. .. قبلها والسفارة الغربية تقضم السودان بالذات ومنذ عام 1970 - السفارة هذه أو جهة تابعة لها كانت تطوف مزارع للسمسم (الأبيض) وتجوس الدمازين والمناقل. وتقوم بشحن (كل) الإنتاج إلى الخارج.. و(تمنع) بيعه في الداخل والأمر يتجاوز الظنون إلى اليقين حين يقوم خبراء وأمام المحكمة يشهدون أن النوع هذا بالذات من السمسم لا ينمو بخواصه هذه إلا في السودان. وأنه هو العنصر الأعظم في صناعة أدوية تجلب المليارات. وجهة تابعة للسفارة هذه تشتري الآن منطقة مهمة جداً في ضواحي الخرطوم بزعم تحويلها إلى منتجع سياحي. وما يجعل الأمر يذهب إلى الريبة البعيدة هو أن المنطقة هذه - ومنذ الآن تصبح منتجعاً للقاء مجموعات تنتمي إلى تمرد يقاتل الدولة منذ زمان ومن يقوم بإدارة كل شيء هو سوداني زوجوه من ألمانية. .. الزواج الذي - كما نكتب منذ عام ألفين - يصبح هو الأسلوب المحبب. فكل قادة تمرد دارفور متزوجون من ألمانيات ونرويجيات.. زوجتهم (جولييت)!! والنرويج التي تُبعد الإنجليز وتقود الجهة الأمريكية في السودان = وإلى جوار المخابرات الألمانية = هي ما يصنع المحادثات مابين أبوجا ومشاكوس وحتى نيفاشا.. ونتائجها. (4) .. وألمانيا تحب تمرد الغرب!! حتى إنها تجعل منه نسبًا وصهراً وتتبنى علي الحاج ومن خلفه قادة الشعبي. .. ومستشار سلفا كير الذي نحدِّث عنه أمس هو ألماني كان مستشاراً لعبدالواحد نور. ليستدير الأمر حين تصبح بون محطة مهمة لعرمان. .. والمستشارون هؤلاء ومشهد سلفا كير وما ينتهي إليه يجعلنا نستعيد الحكاية التي نرويها عن سلفا كير وعن طالب الطب. نقص الحكاية عن حكم سلفا كير للجنوب بعد الانفصال. ونحدِّث أن مستشاريه الذين ينصحون بقطع البترول هم نوع من الكتاب هذا. وأنه - سلفا - سوف يصبح نوعًا من طالب الطب الذي اراد اجراء عملية جراحية مستعيناً بكتاب. .. وما نحدِّث عنه يقع. وسلفاكير يطلق البترول. لأن الخيار الوحيد الآخر هو إجراء العملية الجراحية للجنوب بالسونكي. (5) سلفا ليس هو الخطر الخطر هو السفارة وجهات أخرى. جهات واحدة منها تضم ألف شخصية وتجتمع اليوم... غاضبة...