{ المقترح الكيني العجيب لموقف إفريقي رسمي ضد المحكمة الدولية الجنائية «محكمة التجريم الدولية» الذي وافق عليه مجلس الوزراء الأفارقة في جلسته الافتتاحية أمس الأول في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصم الإثيوبية أديس أبابا ربما أملته على كينيا وغيرها من الدول الإفريقية ربما الشعور بالخوف من وجود محكمة كهذي تتعامل بمعايير مزدوجة، ما يعني فتح المجال باستمرار لتصفية حسابات من خلالها مع قادة أفارقة أبرياء، ربما يكون ذنبهم في نظر خصومهم رفض التعامل مع إسرائيل أو واشنطن أو غيرهما على حساب المصالح الوطنية. لقد وافق مجلس الوزراء الأفارقة على إدراج المقترح الكيني ضمن أجندته المفترض أن يناقشها بأن تتخذ دول القارة موقفاً موحداً ضد المحكمة الجنائية الدولية.. «محكمة التجريم الدولية». لكن للأسف كان العذر القبيح هو أن أجندة الاجتماعات كانت قد وُضعت مسبقاً، وهذا ما جعل المقترح الكيني لا يجد قبولاً. مقترح «كيني» بموقف ضد الجنائية، وطلب «يوغندي» بإدراج هذا المقترح في أجندة اجتماعات المجلس الوزاري. ولم يبق إلا أن يقال أيضاً «وإصرار من دولة جنوب السودان على قبول المقترح وتنفيذه»، لتكون المحصِّلة هي أن نيروبي وكمبالا وجوبا يحاربون المحكمة الجنائية الدولية ويعتبرونها غير شرعية. لكن هذا لا تستطيع هذه العواصم دفع ثمنه بعد النفوذ الغربي والإسرائيلي فيها مجتمعة. وتبقى أحاديث نيروبي وكمبالا في هذا الصدد من باب الاستهلاك الدبلوماسي الذي يُلطِّف الأجواء في مناخ انعقاد القمم الإفريقية ليكون الأنس النفاقي والحديث الضلالي وخلفهما تتوارى مشروعات التآمر ضد السودان. إن في صدر قائمة الدولة الإفريقية أعداء السودان كينيا ويوغندا وجنوب السودان. ودعك من بتسوانا التافهة فهي دولة بعيدة وحقيرة ولا قيمة لها حتى ولو هدّدت من قبل بالقبض على كل من تطلبه المحكمة الجنائية إذا وصل أراضيها، فإن الأولى كان بهذا المقترح هي مصر ومعها على سبيل المثال إثيوبيا وليبيا وتونس والصومال وليس كينيا ويوغندا ودولة جنوب السودان الضلع الثالث لمثلث التآمر على السودان. إن هذه الدول الثلاث ما دامت تدور في فلك المؤامرات الغربية ضد السودان لن تريد في يوم خيراً له. وإن حكاية القمة الإفريقية والاتحاد الإفريقي كلها حالات نفاق ما دام أن هذه الدول وغيرها هي أدوات للقوى الغربية والصهيونية كما هو مفضوح. إن إريتريا ليست عضواً بالاتحاد الإفريقي، ولم تتضرر من عدم عضويتها، بل ريما انتفعت بذلك وهي توفر الوقت والمال بدلاً من إهدارهما في ما لا طائل من ورائه. وإن كان سبب إريتريا هو وجود مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا وهي خصم لأسمرا. إن السبب الذي يمنع استمرار عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي يبقى أقوى من الذي منع إرتريا وذلك لأن الأخيرة وإثيوبيا كل منهما تمثل نفسها في الأزمة بينهما لكن الأعداء الثلاثة جوبا وكمبالا ونيروبي تنفذ مشروعات تآمرية غربية صهيونية ضد السودان منقوشة بالابتسامات الدبلوماسية التي تخرج منها نفاقاً مثل المقترح الكيني. كان على كينيا أن تتحدَّث عن براءة الرئيس السوداني وعن عدم عدم عضوية واشنطن في المحكمة الجنائية حتى نصدق. فلعابنا لا يسيل