قالت دولة جنوب السوان ألا تهمة لديها تجاه الخرطوم في الأحداث الجارية بها منذ أسبوع، وذكرت أن أي حديث عن وجود صلة للخرطوم بالصراع الدائر حديث غير سليم ومجافٍ للحقيقة. وبالمقابل ذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها أمس أنه من المرجح أن تبدأ المفاوضات بين أطراف الصراع في الجنوب خلال أسبوع إذا ما وافق الطرفان على جهود الوساطة. في الوقت الذي التقت فيه أرملة زعيم الحركة ربيكا قرنق الرئيس سلفا كير بالقصر الرئاسي في جوبا أمس، قالت ربيكا للصحافيين إن اللقاء تناول الأحداث الجارية، ووصفت اللقاء بالجيد، وكشفت أن اللقاء جاء بمبادرة من الرئيس سلفا كير وبتنسيق من الوسطاء الأفارقة، ونوهت بأن هناك مزيداً من اللقاءات مع الرئيس لم تكشف عن موعدها. ورفضت في ذات الأثناء الخوض في مزيد من التفاصيل، واكتفت بالقول: «لحدي هنا كفاية». وأكدت جوبا أن النفط ينساب حالياً بشكل طبيعي دون توقف من مناطق الإنتاج إلى الأراضي السودانية، ونوَّهت بعدم تأثر الإنتاج بالاشتباكات الدائرة الآن. بينما قُتل مواطن سوداني برصاص مسلحين مجهولين في جوبا عاصمة جنوب السودان، وبحسب إذاعة «تمازج» التابعة للأمم المتحدة فإن السوداني قُتل في منزله الواقع في حي مونيكي مساء أول من أمس، وذكر جار المواطن السوداني ويُدعى «آدم» أن المسلحين قاموا بالهجوم عليه في منزله وقتلوه، مشيرًا إلى أن الجيران قاموا بنقل جثمانه إلى مستشفى جوبا التعليمي، وذكرت الإذاعة أن الجيران قاموا بإخبار ذوي القتيل. وفي الاثناء هدَّد نائب رئيس جنوب السودان المنشق رياك مشار، بإيقاف تصدير النفط من ولاية الوحدة بعد سيطرته عليها، واشترط وضع عائداته في البنك الدولي أو في حساب بعيداً عن الحكومة، في أول بادرة لدخول النفط في الصراع. فيما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، قادة جنوب السودان إلى المساعدة في حماية الموظفين والمدنيين الأميركيين على أراضي دولتهم، وجاءت دعوة أوباما عقب إصابة أربعة عسكريين أميركيين في هجوم على ثلاث طائرات أثناء مهمة لإجلاء أميركيين أمس الأول من جنوب السودان. وقال بيان للبيت الأبيض، إن الرئيس أوباما شدد على مسؤولية القادة في جنوب السودان في دعم جهود الولاياتالمتحدة لتأمين الرعايا الأميركيين في كلٍّ من العاصمة جوبا ومدينة بور الخاضعة لسيطرة المتمردين في ولاية جونقلي. وحذَّر أوباما أيضاً من أنه في حالة محاولة السيطرة على السلطة بالقوة في جنوب السودان فإن دعم الولاياتالمتحدة سيتوقف للدولة. وفي السياق تدرس وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» حالياً كل الخيارات لإجلاء عشرات الأمريكيين العاملين في الأممالمتحدةبجنوب السودان. وذكرت محطة «سي. إن. إن» الإخبارية الأمريكية أمس أن البنتاجون يدرس إمكانية إرسال طائرات عسكرية مرة أخرى لجنوب السودان، لإجلاء الرعايا الأمريكيين أو اللجوء لاستخدام طائرات تابعة للأمم المتحدة لتنفيذ هذه المهمة. وقال سفير جنوب السودان في الخرطوم السفير ميان دوت: «ليست هناك أرقام دقيقة حتى الآن حول ضحايا الاشتباكات»، ونبه في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس إلى أن إنتاج بلاده من النفط ثابت حتى تاريخ أمس ب «250» ألف برميل يومياً، ولفت إلى أن هناك تحركات للجيش الشعبي لاسترداد مدينة بور، وأضاف قائلاً: «في الساعات المقبلة ستسمعون أخباراً جيدة»، وبرر ميان انتشار القوات الأميركية واليوغندية والكينية في العاصمة جوبا بحماية رعايا ومصالح تلك الدول، وأكد أن الأمر طبيعي. ونفى ميان وجود نازحين جنوبيين على الحدود مع السودان. ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتناحرة إلى وضع حد لأعمال العنف ضد المدنيين وإيجاد مخرج سياسي للأزمة. ومن ناحيته اشترط رياك مشار إطلاق سراح من وصفهم بالمعتقلين السياسيين للدخول في مفاوضات بشأن تسوية للصراع مع الحكومة. وقال مشار في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» إن القوات الموالية له استولت على ولاية الوحدة المنتجة للنفط وتسيطر الآن على أجزاء كبيرة من البلاد. وأشار إلى أنه يقبل إجراء مفاوضات مع الحكومة إذا أفرجت عن السياسيين الذين اعتقلوا في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن القوات التي تحارب الحكومة تخضع لإمرته. وفي غضون ذلك كشفت صحيفة «الصن مونيتور» اليوغندية أن القائد العام للجيش الأوغندي الجنرال كاتومبا وامالا زار عاصمة جنوب السودان جوبا لتفقد قواته هناك، وأشارت إلى أن الرئيس يوري موسفيني يتصل بالرئيس سلفا كير يوميًا للاطلاع على الأوضاع في الجنوب.