سعدت جدًا وأنا أكون حضورًا بين أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الغرف التجارية بالخرطوم، وكانت سعادتي تكمن في أنني تزودت بمعلومات قيمة وفى غاية الاهمية قصدت استعراض بعض منها تعميمًا للفائدة، فاتحاد الغرف التجارية واحد من مؤسسات المجتمع المدنى ذات الطابع العالمي ويمثل حلقة من حلقات دور التجارة الداخلية والخارجية وقد تم قيامه فى العام 1908 حسب علمى البسط، وقد ظل يساهم فى تنشيط كل المجالات التجارية والاجتماعية من خلال الحراك الايجابى لأعضائه وهذا الاتحاد يضم فى معيته عدة شعوب وقطاعات وغرف متخصصة منها غرفة المصدرين والمستوردين وغرفة الخدمات الاقتصادية ويأتي دورها بعد المؤسسات الرئاسية مباشرة وتضم حوالى «10» شعب اهمها شعبة وكالات السفر والسياحة والمعارض والتخليص الجمركي وشعبة الفنادق إضافة لشعب المزادات والاعلان وشعب الاستخدام والاستقدام الخارجى وهذه الشعب تقوم بتجويد وترتيب مناشطها من خلال التجمع الراتب والمتابعة والسعي الجاد لحل كل العقبات والمشكلات خاصة ان جل هذه الشعب يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمواطن العاي، وهناك غرف اخرى تتبع للاتحاد كغرفة الخدمات الصحية والتعليمية والتدريب وغرفة المقاولين وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذه الغرفة تواكب التطور التقنى الحديث لذلك نجد ان من خلالها عدة شعب كشعبة البرمجيات والاتصالات والحاسب الآلي اضافة لوكلاء شركات الاتصال العاملة بالبلاد كزين وام تى ان وسودانى، وقد اهتمت هذه الغرفة بعدة شراكات جهات ذات صلة بالخارج والداخل واميز ما رأيته فى مناشط ذلك الاتحاد هو المشروع الضخم لبرج الاتحاد والذى يضم اكثر من احد عشر طابقًا وقد اكتمل الهيكل العام لجميع طوابق البرج ويصبح بمخططه الهندسى الراقى اضافة حقيقية للتطور العمرانى بالبلاد، وقد تافست عدة شركات كبرى في انجاز العمل بالبرج ورعويت فيه كثير من الضوابط والفنيات حتى يكون اساسًا متينًا لأعضاء وملتقى رجال اعمال علمًا بأن البرج تم تصميمه ليكون موقعًا اداريًا وتجاريًا استثماريًا خاصة ان موقعه غرب مسجد فاروق يتوسط العاصمة القومية، وقد كان اللقاء والاحتماع بمثابة تثيم وتنوير للاعضاء من الدورة السابقة للاتحاد واعجبنى التمثيل الجاد المثمر للاقاليم ومداخلاتهم الهامة وحرصهم على اثراء دورهم الفاعل وايجاد صوت وسط اعضاء المركز ولعل الخبرة المكتسبة للاخوة الضباط الثلاثة وتمكينهم من الرد والانسجام والتوضيح لكل القضايا المطروحة ساهم بصورة فاعلة فى تقريب وجهات النظر لذا نجد ان الجمعية العمومية لم تجد اى عقبات او اعتراضات فى تشكيل مجلس ادارة الغرفة فالجميع اتفق على اعادة تجديد الثقة للرئيس السابق المهندس يوسف احمد يوسف ذلك الرجل الذي تجد فيه كل الصفات التى تطمئنك على امانة القيادة فالرجل قمة فى التجرد والهدوء والبساطة والاتزان اما الامين العام الدكتور ياسين حميدة والذى جدد له الآخر فضلاعته فى العمل الطوعي والعام وصبره ومنطقه وقوة قراره حتمت على الحضور أن لا يكون بينهم مخالف للرأي وقد كان لانسحاب الاخ جمال امام حماد الذى تم ترشيحه اثر كبير فى نفس الحضور خاصة عندما استلم المايك وقد قال: «اعلن انسحابي فالعين لا تعلو على الحاجب»، اما دخول الأخ الزعيم سعد العمده ضمن الضباط الثلاثة خلفًا للشيخ الطيب سليمان الذى اعتذر عن مواصلة العمل امينًا للمال كان دعمًا وتثبيتًا لافساح المجال للدماء الجديدة فى مواصلة المسيرة فى العمل الطوعى، وقد لاحظت ذلك من خلال اعضاء الشعب الممثلين بمجلس ادارة الغرفة واعضاء المكتب التنفيذى فقد رأيت ان اكثرهم من الشباب، اما عن تمثيل المرأة فقد صفق الجميع لمداخله الاستاذة سامية شبو وهى تطالب بأن تكون لأخواتها المقاعد المنصوص عليها فى النظام بتمثيل «25%» واصرت على ان تجد كل المصعدات حظهن من التمثيل وقد ثنى الاخ «العمدة» سعد العمدة ذلك الاقتراح بفراسة وهوشة جعليين لا نظير لها!!! والشاهد فى الامر ان الغرفة التجارية تمثل اهمية قصوى فى تطوير العمل التجارى باضافة افكار ومشروعات وجلب مستثمرين من خلال الملتقيات الخارجية التى يمثل فيها اعضاء الغرفة كما كان فى سمنار تعزيز التعاون التجارى بين السودان وبولندا والملتقى الاقتصادى الرومانى ومشاركتهم فى سمنار ادارة الاعمال التجارية النامية المنعقد بالصين وكل هذه المشاركات تسهم بشكل ملحوظ فى بلورة المفاهميم الاقتصادية الناجحة للخروج بمكاسب تساهم فى تفادى السلبيات وجلب الايجابيات التى تدعم الاقتصاد، وان كان لي ملاحظة اذكرها فى ما حوته من اعضاء وشعب لغرفة الخدمات الاقتصادية وقد تميزت شعبتا الاستخدام الخارجى ووكالات السفر والسياحة فى الوجود حيث صعد ستة اعضاء من اجمالي عشرين مقعدًا وعشر شعب، ولعل النشاط الهام الذى تقوم به تلك الجهات وحتى عرض المناشط لتلك الشعب كان بحق ذا اهمية قصوى خاصة وان كل مناشط تلك الشعب ترتبط بالمواطن العادي اضف الى توليها لمشكلات الحج والعمرة والهجرة للعمل ولاحظت ذلك بفوز المصعد من تلك الشعب برئاسة الغرفة للخدمات الاقتصادية، تبقى علينا ان نذكر كل الأعضاء المصدرين والفائزين بمقاعد فى هذا الاتحاد ان يسعوا بصدق وتجرد فى ايجاد صيغة مثلى فى الخروج من هذ المأزق الاقتصادي الحرج ودعم الدولة ومدها بكل المعلومات التى تساعد فى ذلك وليتقى الله المندسن اصحاب المصالح الخاصة فى المواطن وكما دعا الأخ الدكتور ياسين حميدة قبل بدء الترشيح «اللهم ان من كانت بين المرشحين من يسعى لمصالحه الخاصة لاتجعل الفوز حليفه وان كان من بين هؤلاء صادق متجرد لا يريد إلا مناصره الضعفاء والمساكين ان تجعل الفوز من نصيبه» ونحن كذلك نرددها سرًا وعلانية بمثلما دعا، فالجمعية العمومية لاتحاد الغرف التجارية بالسودان لها اهميتها القصوى فى كل النواحى الاقتصادية والحياتية لذا اعتقد ان الاختيار يجب ان يكون موفقًا على قدر المسؤولية واعتبر ان كل المصعدين فى تكليف هام فى تلك الأيام العصيبة وانا أعلم علم اليقين بان الضيق وضنك العيش الذى نعيشه مربوط باصحاب تللك الاعمال فى الفهم السودانى البسيط كما كرر ذلك احد المتحدثين وامن على ان المواطن ينظر لاى تاجر على انه «حرامى ونصاب» فيجب علينا ان نصحح تلك المفاهيم والافكار الخربة بعزم وتجرد وامانة نبعد عن الاحتكار والمغالاة وتجويد ما نقدمه للمواطن فى كال اعمالنا التجارية ومنتجاتنا الاستهلاكية لا نسعى لجمع المال بأي وسيلة وان كان ناتج ذلك تسبب الامراض السرطانية فى الاضافات الممنوعة لزيادة حجم الخبز او اعادة تعبئة المنتجات فاقدة الصلاحية حتى لا نتلفها ونخسر جزءًا بسيطًا مما كسبناه ونجود كل ما هو مطروح منا وليتحد اعضاء هذا الاتحاد لرفع شعار «نحن شريك اساسى للضعفاء»، وبذلك يكون اتحاد الغرف التجارية الإنسانية ومقره قلب الخرطوم والمواطن المهموم.