ويتوالى فقدنا للمبدعين من الذين قدموا لهذا الوطن الكثير.. وأسعدونا وشكلوا وجداننا وأبدعوا في الحداء للوطن العزيز.. ومن هؤلاء أخونا العزيز عثمان اليمني الذي فاضت روحه قبل أيام بعد معاناة طويلة مع المرض الذي لم يجلسه إلا في الأسابيع والأيام الأخيرة.. ولكنه قبل ذلك تحداه وكان قيثارة المجالس وخفيف ظلها.. بل كان يسخر من المرض ومن الحياة كلها ما يجعلنا نحن المتمسكون بها الخائفون من معاناة المرض نعجب به ونزداد إعجاباً. الغريب أن معرفتي بالراحل عثمان اليمني كانت عبر الرياضة.. ولم يكن له وقتها علاقة كبيرة بالفن كما كان فيما بعد.. ولا تعجبوا فقد عاش عثمان اليمني جزءاً عزيزاً من حياته في عطبرة بل داخل أحد أعرق أنديتها في أعرق أحيائها.. سكن عثمان في حي الداخلة العريق الذي كان الاسم القديم للمدينة العظيمة.. ونصب له ماكينة خياطة في أحد بيوت الداخلة قبل أن ينتقل إلى سوق الداخلة بعد أن كثر زبائنه وجلساؤه والملتفون حوله ونصب لشخصيته مكاناً في نادي الوادي العريق وكان الحاضر الثابت في تدريبات الفريق ومبارياته بدار الرياضة حتى نصبه المشجعون رئيساً لرابطتهم في مواجهة عمالقة التشجيع في أندية عطبرة الذين تميزوا بالطرافة والعبارات الظريفة والصوت الجهوري وكان عثمان اليمني أبرزهم. بحكم حبه لفريق ناديه الوادي فقد كان صاحب مواقف في مواجهة حكام المباريات وكان لا يقبل بأي قرار ضد الوادي حتى لو كان سليماً.. فشكاه الحكام لاتحاد الكرة بعطبرة وحاول رائد العمل الاداري الرياضي الكبير المرحوم محمد أحمد رحمة وكان رجل الاتحاد الأبرز مجاملة عثمان اليمني لأنهما من أبناء حي الداخلة ونادي الوادي.. فقرروا ألا يتلفظ بأي عبارة ضد الحكام... ولكنه ابتدع عبارة أخرى كان يطلقها حكماً وجد ما يستحق الهتاف وهي عبارة.. أحي يا الحجر.. فصارت مثلاً يتردد وجدد الحكام شكواهم بأنهم المقصودون بهذه العبارة وصدر قرار بحرمانه من دخول دار الرياضة لعامين كاملين. جمع عثمان اليمني جلساءه وزبائنه ومشجعي النادي وأصدقاءه وقال قولته المشهورة «كيف أقعد في عطبرة بدون دار الرياضة» وهاجر الى الخرطوم وقد حكى هذه القصة كما رويتها في سهرة رياضية سجلتها معه في افتتاح نادي الرياضيين وغنى وابدع فيها مع الفنان الذري ابراهيم عوض رحمهما الله.. ويكمل القصة شقيقه الأصغر علي اليمني الفنان المشهور في عطبرة الذي سبق شقيقه الأكبر عثمان في غناء الطمبور.. بأن عثمان ملأ الفراغ من الابتعاد عن الرياضة ونادي الوادي بالتفرغ لإجادة العزف والغناء وتأليف القصائد. في سرادق عزاء عثمان اليمني شكلت فئات عديدة من المجتمع السوداني حضوراً.. ومن هذه الفئات أسرة نادي الوادي عطبرة الذين حضروا بعد أن أغلقوا النادي وتقبلوا العزاء وجاء معهم كثيرون من أبناء عطبرة ومن حي الداخلة العريق.. ألا رحم الله الفنان الرياضي عثمان اليمني وجعل الجنة مثواه.. رحمنا جميعاً إذا صرنا الى ما صار اليه «إنا لله وإنا إليه راجعون». نقطة.. نقطة!! خيرنا من رد الجميل.. وحالياً لدينا ما هو أغلى لنرد به الجميل لمن أسعدنا وفقدناه وهو الدعاء له.. فلنكثر الدعاء للراحل عثمان اليمني فهذا ما يحتاجه هذه الأيام. دعاء لله آخر لينعم بالشفاء لثلاثة من مبدعينا يعيشون حالياً الألم والمرض والعناية المكثفة وهم الإذاعي الرقم الأستاذ عمر عثمان، والشاعر الإذاعي المبدع الأستاذ سيف الدسوقي وأحد ابرز وأعظم مديري التلفزيون المهندس حسن احمد عبد الرحمن أدعوا الله ليخرجهم من الأزمات الصحية التي يعيشونها هذه الأيام.. وهم ممن أسعدوا هذا الشعب فليسعدهم بالدعاء وهو وحده الشافي. أيهما الذي فقد انتصاراً مريخ الفاشر أم الهلال.. وأيهما فقد نقطتين غاليتين من مباراتهما أول أمس التي انتهت بالتعادل.. وهل كان على مريخ السلاطين ان يفرح بالتعادل أم على الهلال أن يسعد ويحتفل بعودة من الفاشر بنقطة. حسن شحاتة استحق لقب المعلم لاعباً في الزمالك ومنتخب مصر ومدرباً لهما محققاً معهما أعظم البطولات.. ويكفيه تكريم الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» باعتباره المدرب الوحيد الذي قاد منتخب لفوز بثلاث بطولات قارية متتالية.. ولكن ما ورد ونشر حول اعتذاره عن عدم الموافقة لتدريب الهلال بحجة أنه لا يقبل تدريب فريق في منتصف المنافسة بدلاً من مدرب آخر.. ولا يقبل تدريب فريق لم يشارك في اعداده واختيار بعض عناصره. أول مرة أعرف أن لقناة النيلين الحبيبة مجلس ادارة بعد ما أشيع عن فض الشراكة مع ذلك الوهم الهارب بعد فض الشراكة وتعيين احد ابناء التلفزيون المخلصين مديراً للقناة واعتبارها جزءاً من الجهاز الاعلامي الكبير لا يوجد سبب واحد لوجود مجلس ادارة اللهم الا إذا كان حقيقة ان الشراكة موجودة.. وبالمناسبة كنت نائباً لرئيس مجلس الادارة ولم نجتمع إلا مرتين فقط.. الأول انتهى لعدم اكمال المعلومات والثاني انتهى بمشكلة.