الحرامي هو اللص... أي الذي يسرق مال الناس دون وجه حق... ولو جردنا كلمة الحرامي من الألف واللام.. أي قلناها هكذا دون التعريف تصبح «حرامي» وهي الحرام بزيادة الياء أي النسب إلى حرام... بمعنى كل مسروق فهو حرام.. والذي يقطع إشارة المرور فهو حرامي لأنه يأخذ حقاً ليس حقه. عملية السرقة قبيحة ومحرجة وعار كبير... تتحرج منها المجتمعات السوية أي المتزنة... خاصة المجتمعات التي تخاف الله في أفعالها... والسرقة فعل حرام. أغلظ لفظ يطلق عليك لسوء أفعالك أن ينادوك «يا حرامي».. يعني يا لص.. وقد لا تطلق عليك مباشرة لكنك تقرأها في عيون كل الناس الذين يعرفون حقيقتها... فتجد نظراتهم تقطع كل قطعة من جسدك دون رحمة أو شفقة... لأنك حرامي... ويا ويلك لو وصلت مجتمع النساء... ويا ويلك أكثر لو تفاخرت بأموال السرقة وأحضرت بها الذهب والسيارات كلزوم شيلة ومهر لزواج مثلاً.. أو تطاولت بهذه الأموال في البناء وتعدده. السرقة التي كنا نعرفها في السابق... كانت تكون ليلاً والناس نيام... وتمتهنها جماعة معينة من الناس... ربما بحكم العادات والتقاليد ونوع من الفراسة... لكنها في النهاية سرقة وحرام. والذين يسرقون لا يمكن أن تشاهدهم أبداً إلا إذا ألقى البوليس القبض عليهم وأودعوا السجون.. فهم ناس ليل وهذه مهنة احترفوها... حتى أن رجالات الشرطة والمباحث تحديداً تخصصوا هم أنفسهم في عيناتهم... فهناك لصوص «التُلُّب» يعني «النط» عبر الحيطة وهناك حرامية التزوير وآخرون حرامية النشل والاحتيال. الآن المسألة أصبحت صعبة جداً.. فاللص يمتهن المهنة بمكر ودهاء شديدين وفي منتصف النهار والناس مداومون وعلى عينك يا تاجر... ينهب ما سمح الله به دون خوف ولا رعب ولا غيره. حرامية ولصوص الأمس كانوا يخافون العقاب حتى أننا كنا نجد على آثارهم التي يتركونها شيئاً من علامات ذلك الخوف، ودائماً تنتهي بهم العملية عند الشرطة فالمحكمة فالسجون... هذه ثلاث مراحل لا فرار منها إذا تم القبض عليك. حرامي اليوم لا يسهل قبضه رغم أنك تراه «هداك الحرامي» لكنك تصبح عاجزاً عن القبض عليه وكأن حوله «سياجاً» لا تستطيع الوصول إليه والقبض عليه. حرامي «الليلة» يعني اليوم... عينو قوية لو حاولت تقبضه بالثابتة ممكن يوديك فيها يعني «يشيِّلك ليها» بدلاً منه. لصوص اليوم يخفون جريمتهم بصورة ذكية... بأن يورطوا رئيس عصابتهم.. بمعنى «يُؤكِّلونه» حتى يشبع من المال المسروق. بالمناسبة المال المسروق «لذيذ».. وهكذا يظهر للحرامي وبقية العصابة.. فبمجرد أن تسلك العملية الأولى تسري الأخريات كالنار في الهشيم... لأن الشيطان يكون في الغالب «قاعد في قلبها». سبحان الله مال الحرام يعني البجيبو الحرامي من الحرام كالسرقة مثلاً لا يضمن له استمرارية ولا حتى بركة يذهب هو سريعاً ويُكشف أمره ولو طال الزمن... خاصة لو كان المسروق مال «يتامى»... أو مساكين. بالمناسبة اليتامى ليسوا بالضرورة أن يكون المتوفى الوالدان عنهم... لكن الذين يشتركون معهم في الصفة الذين بلا إنسان يُصرِّف «مقدراتهم المادية لصالحهم» فهؤلاء أيضاً «أيتام». لكن بعض الحرامية أو اللصوص اليوم يمشون بين الناس فلا يختشون ولا يتحرجون ولا يخافون ولا يرهبون ولا يترددون.. بل بالإمكان أن يعترفوا بفعلتهم.. والراجل يواصل.