الماسورة هي عمود اسطواني مجوف تختلف أطواله وقطر دائرته حسب الغرض التي تستخدم فيه. وتصنع من مادة الحديد أو البلاستيك أو الاسبيستس أو النحاس أو الالمونيوم أوالخشب أو ال (بي في سي) وغيره ، حسب الغرض . وتستخدم المواسير لنقل السوائل من مكان إلى آخر – في شكلها السائل أو الغازي. والسوائل المذكورة آنفاً تشمل الماء والبترول والزيوت بأنواعها وكل مادة من خلق الله من صفته الانسياب بقوة الضغط الميكانيكي أو الانحدار. والجزء الامامي من من كل سلاح - من المسدس الى الدبابة - يقال له: الماسورة . والقاذف (آر بي جي) عارة عن ماسورة ، والراجمة عبارة عن مجموعة مواسير. وفي ليبيا يسمونها (السبطانة.) هذه هي الماسورة من شكلها المادي وهوالشكل الاشهر، وأردت ذكره لاستدعاء حضوره في فهم القاريء ثم صرفة كلية ًعن زهنه لأننا نريد الحديث عن (الماسورة) في التعبير الادبي المنتشر عند الشباب في هذا الزمن. فقد أصبح مألوفاً ومفهوماً عند الناس أن يقال :(الزول دا ماسورة ! ). ولتأصيل المعرفة رجعنا الى قاموس ( معجم البيان في أقوال شماشة السودان ) وتحت جزر الكلمة (مسر)، وجدنا أن الكلمة معناها : شخص غشاش وخائن وخبيث ومكار وذو مقالب .. وما إلى ذلك من الصفات من هذا القبيل، وذكر صاحب الكتاب أن الكلمة قد راجت بلفظها والفهم المذكور عندما سُمي سوق في غرب السودان ب (سوق المواسير.) إنتهى كلام المؤلف. و(الماسورة) في أول عهدها تُروى لها قصة طريفة. فيقال أن الاسد كان جالساً مع زوجته اللبوة في ظل شجرة. فمر بهما القرد وشتم السيدة اللبة شتيمة قبيحة. والاسد يسمع ويرى ولم يحرك ساكناً دفاعاً عن عِرْضِه. فقامت عليه اللبة غاضبة وطاردته من شجرة الى شجرة حتى دخل في ماسورة أعدها لهذا الغرض. فأدخلت اللبوة يديها ورأسها خلفه محاولة الامساك به، فالتصقت في الماسورة الضيقة وخرج هو من الجانب الآخر وعاد إليها وفي يده عصاة ضربها بها ضرباً مبرحاً حتى أدمى قفاها. وعندما تمكنت من الخرج هروب وصعد على شجرة وراح يضحك عليها. عادت اللبوة الى زوجها الاسد وهي خائرة القوى .. فقال لها الاسد : دخّلِك في ماسورة؟ .. أنا قبلك دخلني في ماسورة ! فصار الناس يقولون :(الزول دا بدخلك في ماسورة ! ). ثم اختزلت العبارة لكثرة الاستعمال ، فصار يشار الى الشخص نفسه أنه ماسورة . حتى عام 1975 كانت المنطقة التي بنيت فيها واحة الخرطوم عبارة عن زنك الخضار والجزارة. وفيها (سوق الحرامية) الفارشين في الارض . وفيه ناس (ملوص والتلاتة ورقات.) وهم مجموعة من المحتالين يلعبون الميسر مع بعضهم ويغرون الفريسة حتى يقرب منهم ثم يأخذوا ما عنده بعد أن يوهموه أنه سيربح إذا لعب معهم. وكانت مقالب مشهورة ويقع فيها السزج من أهل الريف الذين يأتون للخرطوم لأول عهدهم. وهذه من المواسير القديمة. وأحدث المواسير هي مواسير النت والهاتف، والتلفزيون وفي المساجد. ولي فيها أقاصيص أعدكم بها ، أصلح الله أمركم. وشو كان حلمك .. بيت، سيارة أو فلوس – أبشر من ها العينتين ! كل اللي عليك أبعت لينا كلمة حلم، أو دريم أو ريفي أو إتصل بنا على واحد من الارقام الظاهرة على الشاشة .. والخبر الاكيد معي أنا المتشعلق بن المنبرش (دير سايت !) ... ودي برضو ماسورة !